هي أول مباراة يخوضها منتخب الإمارات أمام نظيره اللبناني، ثاني المجموعة الثامنة، وذلك في الثاني من سبتمبر المقبل.
 وهذا اللقاء يمثل قوة الدفع لـ «الأبيض»، ولكل منتخب ينافس على المرور من هذه الجولة إلى النهائيات مباشرة، وقوة الدفع هنا ليست فقط تحقيق نتيجة إيجابية، وإنما مزج تلك النتيجة بأداء رفيع المستوى، يمنح لاعبي «الأبيض» الثقة، وهي أحد أهم عناصر قوة أي منتخب أو فريق.
وأذكر أن منتخب الإمارات خاض مبارياته الأربع الأخيرة في الدور الثاني، وهو محملاً بضغط هائل لتراجع نتائج البداية، وعلى الرغم من هذا الضغط، نجح الفريق في المرور إلى تلك المرحلة الحاسمة، وهو أمر يحسب للاعبيه وللجهاز الفني.
لا يوجد شيء سهل في كرة القدم، أو في المنافسات الرياضية، وقد شاهدنا خريطة الكرة الآسيوية تتغير تدريجياً، بعد أن اتسعت دائرة المنافسة، ودخلتها منتخبات ظلت خارج الدائرة لعقود.
ولم يعد السباق الآسيوي بين الغرب وبين الشرق، وإنما هناك الآن أستراليا، وفيتنام، وأوزبكستان، وحتى الهند التي تمارس كرة القدم ستة أشهر في الموسم ولا أكثر من ذلك.
كان مرور «الأبيض» من الجولة الثانية، وتحقيقه الفوز في أربع مباريات متتالية دليل على قدرة الفريق على خوض مباريات الجولة الثالثة الحاسمة، بنفس القدر من المهارة والقوة والشجاعة والحماس. 
ولذلك ستكون مباراة لبنان ثم سوريا التي تصدرت المجموعة الأولى، عنواناً للطريق، الذي يتضمن مواجهات مع منتخبات كوريا الجنوبية والعراق وإيران، وهو طريق صعب بطبيعة الحال، وسوف يستمر لعامين، حتى إعلان المنتخبات الأربعة المتأهلة مباشرة إلى المونديال القادم.
في قرعة هذه الجولة سنجد في كل مجموعة ثلاثة منتخبات مرشحة نظرياً للمنافسة على مقعدين، في الأولى، الإمارات وكوريا الجنوبية وإيران، وفى الثانية، السعودية وأستراليا واليابان، ولا يعنى هذا أن المنتخبات الأخرى المشاركة في التصفيات ستكون جسوراً للعبور إلى قمة كل مجموعة، فهذا لم يعد متاحاً في كرة القدم الآسيوية التي تغيرت خريطتها. 
ولا ينفي أحد أن بعض المنتخبات، يمكنها أن تحقق نتيجة مفاجأة أمام الفرق المرشحة، مع ملاحظة أن هناك فارقاً كبيراً بين مفاجأة مباراة، وبين مفاجأة نهاية طريق، يفرز مثلاً تأهل منتخبات من خارج دائرتي القمة في المجموعتين .
** عمل شاق وطويل ينتظر منتخب الإمارات، والمنتخبات المتنافسة على التأهل إلى كأس العالم 2022، خاصة إذا كان الهدف ليس فقط التأهل إلى النهائيات، وإنما تقديم أداء جيد في قلب الحدث، وهو أمر نطالب به منذ سنوات، فلم يعد كافياً حجز تذاكر السفر.. أظن ذلك!