الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية عجائبية تحاكي أجواء ألف ليلة وليلة

جانب من حضور الجلسة (من المصدر)
24 أغسطس 2021 00:40

فاطمة عطفة (أبوظبي)

«ليس هناك أجمل من تمجيد مدينة قرطاجنة التي لا أرى فيها سوى مواطنين ذوي ثقافة عميقة، فيها يتعلم الأطفال أنواع المعارف، وفيها يتعلم الشباب نشرها، وفيها يدرسّها كبار السن. إن قرطاجنة هي المعلمة الجليلة لمقاطعتنا كلها» هذا ما جاء على لسان أبوليوس، مؤلف رواية «الحمار الذهبي» وترجمة الأديب الجزائري الراحل أبوالعيد دودو، التي كانت أمس الأول موضوع نقاش في مؤسسة «بحر الثقافة» برئاسة الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وأدارت جلسة الحوار الروائية مريم الغفلي، التي أشارت إلى قول المؤلف: «لم يتملكني في يوم من الأيام أي نوع من الشعور بالخجل من هويتي ومن وطني»، موضحة أن الرواية قصة إنسان يهتم بالسحر، ويحب أن يتحول إلى طير، ولكنه يتحول إلى حمار لأن الخادمة أخطأت باختيار المادة السحرية.
 وتضم الرواية بين طياتها 17 قصة، بعضها شهدها البطل بنفسه، والبعض الآخر سمعها. إنها رواية غرائبية يتداخل فيها الواقع مع الخيال، والسحر مع العقل، والوعي مع واللاوعي، تبدأ بالإشارة إلى تحولات الهوية، حيث يقول: «ستعجب كيف يتخذ بعض الناس أشكالاً غريبة ثم يستعيدون صورهم الأصلية على وجه مغاير»، مؤكدة أن العنصر الكريم في الهوية، والذي يكون الصفة الذهبية في الحمار، هو العقل المستنير، فإنسانية الإنسان عند لوكيوس لا تتحقق إلا بالتحرر من هوية الحمار، والاستنارة بنور العقل الذهبي، النور الذي يمكِّنه من إدراك ذاته، ومعرفة غيره، وهو النور المستنير بكونية الإنسان.
وأشارت الروائية آن الصافي في مداخلتها إلى أنه عمل روائي متميز يحتوي على تجربة مختلفة وتنوع ثقافي ينتقل بالقارئ من مكان إلى آخر ليتعرف على أنواع الطعام والملبس والأماكن في تلك الحقبة الزمنية، ولفتت إلى السرد الجميل الذي يبحث في الغيبيات واستخدام وسائل السحر ومن يتأثر بذلك السحر، وهو نص جميل يذكرنا بألف ليلة وليلة.
ورأت الإعلامية عائدة عبدالله الأزدي أن الرواية تحمل رسالة مبطنة عبرت عنها شخصية الحمار المسحور في رحلته الطويلة من المعاناة، موضحة أن القصة ربطت بين الواقع والخيال. وأشارت إلى أهمية المقدمة في الكتاب وفيها جانب بحثي من خلال بطل العمل الراوي مع الكتاب المترجم بذل مجهوداً مميزاً في لغة صعبة للقارئ العادي، لكن المترجم جعل المقدمة دراسة مطولة تحمل زبدة العمل.
وأكد الحوار على جمال هذا العمل، وخاصة أنه أول رواية إذ يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي لأن مؤلفها لوكيوس أبوليوس ولد عام 124 أو 125 وهو يعد من أبناء شمال أفريقيا، وإن كانت ثقافته لاتينية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©