يقولون السفينة لا تجري على اليبس. ولا ترتفع الأقدام إلا بإرادة عناصر القوة المثبتة في أقاصي الوجدان. وصل الإنسان إلى أقاصي الفضاء، ولامس القمر وحفر كلمته على الكوكب الأحمر، وها هو يؤبد مسعاه، ويؤكده في كل لحظة، ومع كل نبضة، مستعيناً بالروح العالية، مستدعياً طاقته الإيجابية، مستفيداً من تراكم النجاحات، مكتسياً معطف القدرات الفائقة، حادباً في شعاب الأرض، قاطفاً من ثمرات الطبيعة، ما يجعله مطمئناً بإمكان تحقيق الأهداف السامية، ووصوله إلى الآفاق، محملاً بطموحات أوسع من المحيط، وأعلى من قمم الجبال، وأصفى من ماء الجداول، وأشف من عيون الغزلان.
كلمات أشبه بدفء الثلج، أنزلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على صفحات الأفئدة عاشقة الجمال، فأصبحت في الحياة مبادئ وقيماً، ترش عطرها في فضاء المشاعر، فتمتلئ فوحاً، وبوحاً، وصدحاً يعيد للعيون بريقها، وللقلوب أناقتها، وللعقول رشاقتها، فلا تقبل غير الوثبات، ورفض الهنات، ولا تقف إلا عند مضارب الأمنيات شاهقات القوام، راسخات المقام، هي هكذا ومضات سموه، من سنا البرق تأخذ وميضها، ومن بحة الرعد تنال رقرقتها، ومن همسة الموجة تصيغ للبحر، وتدنو من سواحله، ريانة، جذلانة، وفي مخيالها صوت القصيدة، وترنيمة القوافي موزونة على بحر طويل الأمد، ممتد الطبقات الصوتية.
ومضات قيادية، هي في الموجز، والتفصيل رعشة السعفة حين يرتب الطير مغناه، وحين يهذب الغصن معناه، ومضات قيادية، تصول في الميادين خيول جامحة، وتمضي في الحياة أغنيات صيف، تضع على الشفاه لحن الوجود مخلداً، وتغوص في فيافي الأحلام مضمرة كنوق عربية لها من السنام تاريخ في العطاء، ولها حبة على الرمال الحمراء صورة جغرافيا مكللة بالحب، متوجة بالآمال.
ومضات قيادية، لها في الأصول سرج مدملج باللباقة، وخيال له في الملمات صرح، وكدح، له في الدنا صوت، وصيت، له في الورى حب النجوم للبريق، وعشق الأقمار للسهر، وقصة تروى للأنام، بحيث تكون درساً، وعبرة، وموعظة.
ومضات قيادية، تقودنا إلى حيث تسكن في الوعي، صورة قائد، مد الخطوات، واسعة، رضية، حتى عانقت المجد، فخراً، وسارت للعلا دفقاً، تخطب ود السعادة للناس، ولكل الكائنات.