الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع السفر العالمي يتطلع للتعافي والعودة للعصر الذهبي

مسافرون عبر مطار جيه أف كيه بنيويورك (أرشيفية)
23 أغسطس 2021 02:20

حسونة الطيب (أبوظبي)

شهد منتصف القرن العشرين، العصر الذهبي لقطاع الطيران العالمي، مع زيادة مساحة شبكة الطيران ودخول الطائرات الحديثة وتحسين الخدمة الجوية وغيرها، الأشياء التي كانت مفقودة في الزمن الماضي. لكن ومع انتشار فيروس كوفيدـ 19، عادت حركة السفر الجوي لتقتصر على فئة قليلة من الناس كما كانت في ذلك الزمن. تقلص عدد السياح العالميين، بنسبة قدرها 85%، بالمقارنة مع الفترة التي سبقت اندلاع جائحة كورونا، لتكون النسبة المتبقية من نصيب الذين تلقوا اللقاح أو القادرين على دفع رسوم الفحص. 
وتبدو عودة قطاع السفر لسابق عهده، أمنية يتطلب تحقيقها طول انتظار. 
كان قطاع السفر، يشكل نحو 4.4% من الناتج المحلي الإجمالي، الإجمالي العالمي، وما يقارب 7% من نسبة التوظيف في الدول الغنية قبيل الجائحة، مع ارتفاع النسبة في مراكز جذب سياحية مثل، تايلاند وجزر الكاريبي. 

حظر السفر
وبينما حظرت أميركا، دخول المسافرين القادمين من أوروبا وبريطانيا، حيث حصول نسبة كبيرة من الناس على اللقاح، سمحت لآخرين من جنوب شرق آسيا، التي ينتشر فيها متحور دلتا. وفي الوقت الذي تُخضِع فيه تايلاند القادمين إليها لعزل يمتد لنحو 14 يوماً، إلا أنه ومن بين 21.038 حالة إصابة في 10 أغسطس الحالي، تبين أن 19 فقط جاءت من الخارج، ما يعني عدم فعالية الحظر بالشكل المطلوب.بدأت العديد من الدول، في تخفيف إجراءات الدخول بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا جرعات التطعيم، إلا أن بعضها أتخذ خطوات غريبة في تنفيذ ذلك. وبينما ترفض بريطانيا، إعفاء الهنود الذين تلقوا جرعات أسترازينيكا من الحجر، رغم أنها استخدمت ذات النوع من اللقاح، تسمح الصين فقط بدخول الذين تم تطعيمهم بمصل مصنوع في الصين.من الأفضل اتخاذ تدابير أكثر فاعلية لتنظيم حركة السفر العالمية، من بينها العودة للحدود المفتوحة، حيث لا يعني ذلك السماح بدخول الجميع، بل اتباع قيود محدودة ومؤقتة، تهدف للحد من انتقال سلالات جديدة من الفيروس، بدلاً من منع انتقالها كلياً، الشيء الذي يبدو مستحيلاً. 
وبمجرد دخول هذه السلالات لبلد ما، كما هو الحال مع متغير دلتا الذي انتشر في كافة أنحاء العالم تقريباً، تصبح القيود غير مجدية وينبغي إلغاؤها. رويجب على كافة الدول، قبول اللقاحات التي تصادق عليها هيئة الصحة العالمية، خاصة وأن بعضها لا تملك خيارات كثيرة بين أنواع اللقاحات. 
وبحلول شهر يونيو الماضي، ظلت 13% من الدول الأوروبية، أبوابها مغلقة أمام المسافرين الأجانب، بالمقارنة مع 70% في منطقة آسيا والمحيط الهادي، بحسب المنظمة العالمية للسياحة. 
وارتفعت نسبة البحث عن رحلات دولية في فرنسا، من 30% في فبراير، إلى 76% في الوقت الحالي، بينما تظل النسبة عند 20% في الصين، مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. وفي حال عودة حركة السفر بنسبة 75% من مستويات ما قبل كورونا، واستمرار سلطات المطارات في الإجراءات الكثيرة والمعقدة، على المسافر قضاء 5.5 ساعة للانتهاء من هذه الإجراءات، من واقع 1.5 ساعة قبيل انتشار فيروس كوفيد-19. 

التوظيف وفرص العمل 
وفي أميركا، يقدر عدد العاملين في قطاع السفر، بنحو 6% من القوة العاملة في 2020، لكن تجاوز عدد الذين فقدوا وظائفهم منهم، 30% من إجمالي فقدان الوظائف في البلاد. وعالمياً، فقد 1 من بين كل 5 ترتبط نشاطاتهم بقطاع السياحة، وظائفهم. وتشير تقديرات المجلس العالمي للسفر والسياحة، إلى تراجع قطاع السفر والسياحة العالمي، بنحو النصف، من 10.4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2019، لنحو 5.5% في 2020، بما يصل لخسائر قدرها 4.5 تريليون دولار. يتطلع قطاع السفر العالمي، للعودة لسابق عهده عندما يتم تطعيم أكبر قدر ممكن من الناس، لكن ربما لا يتحقق ذلك الحلم الجميل قبل حلول عام 2024.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©