مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، واستمرار انتشار فيروس كوفيد-19، من دون أن تكون التطعيمات المرخصة متوفرة لجميع الأعمار من صغار السن، يمكن للآباء والأمهات اتخاذ خطوات وتدابير، تقوي من جهاز مناعتهم وتزيد من فعاليته في مقاومة الفيروس.
أولاً: لا بد من اتباع الإجراءات والتدابير العامة الموصى بها، وهي غسل اليدين باستمرار، وارتداء كمامة الوجه، وتجنب التجمعات الكبيرة، واستغلال التهوية الطبيعية قدر الإمكان وحسب ما تسمح به الظروف، علماً بأن غسل اليدين كلما سنحت الفرصة، يعتبر من أهم تدابير الوقاية المتاحة، وخصوصاً عند العودة من المدرسة، وقبل الأكل، ووقت النوم.

ثانياً: الاستمرار في تلقي التطعيمات الموصى بها في مرحلة الطفولة ضد الأمراض المعدية الأخرى، وعدم تجنبها أو تأجيلها، مع ضرورة تلقي تطعيم كوفيد-19 المصرح باستخدامه للفئة العمرية التي يقع فيها الطفل. بمعنى، إذا كان سن الطفل يسمح بتلقي تطعيم مرخص ضد كوفيد-19، فمن الضروري والمهم أن يتلقى هذا التطعيم في أقرب فرصة ممكنة.

ثالثاً: من المعروف والثابت والمؤكد أهمية نوعية الغذاء في دعم أجهزة الجسم ومساعدتها على تأدية وظائفها بشكل كامل، وهو ما ينطبق بالضرورة على جهاز المناعة أيضاً. ولذا يعتبر تناول غذاء صحي متوازن، يحتوي على كميات كافية من الخضراوات والفواكه، من أبسط وأسهل السبل لدعم وتقوية جهاز المناعة، لما تحتويه هذه الأطعمة من فيتامينات، ومعادن، ومركبات عضوية أخرى، تلعب جميعها دوراً حيوياً في استمرار وتوازن العمليات الحيوية داخل الجسم.

رابعاً: تزايد مؤخراً الإدراك بأهمية أخذ قسط كاف من النوم في مساعدة جهاز المناعة على تأدية وظائفه المتعددة، بما في ذلك مكافحة البكتيريا والجراثيم، بل إن الكثيرين أصبحوا يؤمنون حالياً بأن من أهم فوائد النوم دعم جهاز المناعة، ولذا، بعد إجازة صيفية طويلة، اختلت فيها دورة النوم الطبيعية للأطفال، لا بد من الإسراع في عمل نظام يومي يساعدهم على العودة لدورة النوم المعتادة، وتجنب السهر، والنوم لعدد كاف من الساعات يومياً.
خامساً: ممارسة النشاط البدني، من خلال اللعب مثلاً، يؤدي لإفراز هرمونات ترفع من الروح المعنوية، وتزيد من الشعور بالغبطة والسعادة، وهي عوامل تؤدي جميعها لخفض مستوى التوتر لدى الطفل. وعلى حسب آخر الدراسات والبحوث، يرتبط مستوى التوتر بعلاقة عكسية مع فعالية أداء جهاز المناعة، فكلما زاد مستوى التوتر انخفضت قدرة جهاز المناعة. ولذا يصبح من الضروري جدولة وقت للعب الأطفال، خارج المنزل في الحدائق والشواطئ والأماكن المفتوحة، بعيداً عن أجهزة الكمبيوتر والهواتف وباقي شاشات الترفيه، مع مساعدة الطفل على تجنب العوامل الأخرى التي قد تزيد من مستوى التوتر في حياته اليومية.
كاتب متخصص في الشؤون العلمية