الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حملات توعوية ورقابية لمواجهة «الرعي الجائر»

حملات توعوية ورقابية لمواجهة «الرعي الجائر»
21 أغسطس 2021 01:45

هالة الخياط (أبوظبي)

تنفذ هيئة البيئة - أبوظبي خلال الربع الأخير من العام الحالي حملات توعوية للحد من ظاهرة الرعي الجائر، وتتزامن الحملات مع موسم ظهور الأعشاب الصحراوية التي تتمثل خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
وسيرافق الحملات التوعوية حملات رقابية لاتخاذ إجراءات قانونية بخصوص المخالفين بحش الأعشاب، كما سيتم التعاون مع الجهات المعنية من دائرة البلديات والنقل لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حال رصد حيوانات سائبة ترعى على جوانب الطرق.
وأكدت الهيئة أنها من خلال قطاع البيئة البرية تسعى إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز وزيادة الوعي العام بشأن القوانين المتعلقة بتنظيم الرعي وقانون تنظيم الصيد البري في إمارة أبوظبي وبعض مواد قانون حماية البيئة وتنميتها، وذلك عن طريق الحملات التوعية المشتركة بين القطاع ودائرة البلديات والنقل ومركز إدارة النفايات في أبوظبي بما يخص الرعي الجائر، وذلك لأجل توفير بيئة آمنة ومستدامة للحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتعتبر هيئة البيئة في أبوظبي الجهة المعنية بتنفيذ قانون رقم (11) لسنة 2020 بشأن تنظيم الرعي في الإمارة، والذي ينص على أن تكون مناطق الرعي خارج نطاق (2) كيلومتر من المحميات الطبيعية وخارج نطاق الموائل الطبيعية الحرجة.

تنوع بيولوجي
وأشارت الهيئة إلى أن المراعي الطبيعية تعتبر المكان الآمن للحفاظ على أعداد كبيرة من الحيوانات البرية والطيور، فضلاً عن أهميتها في الحفاظ على التنوع البيولوجي للبيئة المحلية. وتعتبر النباتات الصحراوية وموائلها في أبوظبي ثروة طبيعية وطنية ذات قيمة منذ عدة قرون، حيث تلعب النباتات المحلية دوراً رئيساً في تعزيز التنوع البيولوجي في البيئة المحلية وتوفير الغذاء والمأوى للحياة البرية، بالإضافة إلى حماية التربة من عوامل التعرية والتي تشكل جميعها جزءاً من التراث والهوية الثقافية والبيئية لدولة الإمارات. ويعد الرعي، بالإضافة إلى ضغوط التنمية وتغير المناخ، أحد أكبر المخاطر التي تهدد النظم البيئية الصحراوية في دولة الإمارات. مبادرة مشتركة
وكانت الهيئة نفذت بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل العام الماضي مبادرة مشتركة تحت عنوان حملة الحد من ظاهرة الرعي الجائر، بهدف الحد من الرعي الجائر والحفاظ على النباتات والأعشاب الطبيعية الموسمية، وحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الناتجة من رعي الأعشاب الملوثة المحاذية للشوارع والطرقات، والحفاظ على سلامة أفراد المجتمع من الحوادث التي تنتج عن الجمال السائبة في الشوارع والطرقات العامة.

إدارة مستدامة
ويشار إلى أن الدراسات الميدانية التي أجريت في إمارة أبوظبي عام 1996 كشفت عن تعرض جزء كبير من أراضي الإمارة إلى مستويات ضغط مرتفعة نتيجة الرعي، ما يؤثر في هيكلية المجتمعات النباتية وتوزيعها، كما أكدت دراسة أُجريت عام 2012 بشأن كمية وتنوع النباتات في منطقة الظفرة في أبوظبي أنّ نسب النباتات قد انخفضت كثيراً بسبب الرعي الجائر للإبل، علماً بأنّ التأثير الأكبر سُجّل في موائل السهول الحصوية (السيوح).
وفي مشروع يعتبر الأول من نوعه في إمارة أبوظبي، قامت الهيئة بدراسة الرعي بجوانبه البيئية والاجتماعية والاقتصادية وأثر هذه الجوانب على الاستدامة البيئية. وشمل المشروع إجراء تقييم سريع لتأثير الرعي على التنوع البيولوجي البري في إمارة أبوظبي من 2017-2019، الأمر الذي ساهم بفهم التغيير الذي طرأ على المراعي الطبيعية وتحليل الأسباب والمتغيرات النوعية والكمية التي طرأت على الغطاء النباتي في المناطق الرعوية في الماضي والحاضر، حيث تم وضع توصيات وتطوير سياسة للإدارة المستدامة للمراعي في الإمارة.
كما قامت الهيئة بجمع معلومات عن حالة المراعي في إمارة أبوظبي قديماً من خلال إجراء مقابلات مع رواة التاريخ الشفاهي من سكان الإمارة، ومن خلال إجراء مسح ميداني للغطاء النباتي داخل وخارج المحميات الطبيعية في أبوظبي، بهدف دراسة التغيرات فيه وتحديد العوامل المؤدية لتلك التغيرات، حيث أشارت النتائج الأولية لعملية المسح الميدانية أن الرعي الجائر أدى إلى انخفاض عدد النباتات الرئيسية في المناطق غير المحمية بنسبة 85% في الظفرة و61% في أبوظبي بسبب الرعي، مقارنةً بالمحميات الطبيعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©