ضرب زلزال قوته 7.2 درجة جنوب غرب هايتي صباح يوم السبت الماضي، وألحق أضراراً بآلاف المنازل وتسبب في مقتل أكثر من 1400 شخص. وعلى الرغم من انتهاء الحدث الأولي، فإن مئات الانهيارات الأرضية تهدد المنطقة في أعقاب الزلزال وتهدد بقدوم إعصار جريس الاستوائي، حيث حدث بالفعل الكثير من الانهيارات.
وبخلاف انهيارات المباني وأمواج تسونامي، فإن الانهيارات الأرضية تعد من أكبر أسباب الوفيات المرتبطة بالزلازل. وهي تحدث عندما تتحرك كتل الصخور أو التربة أو الأرض على منحدر. ويمكن أن تتسبب الانهيارات الأرضية مباشرة في وقوع وفيات، وحجز جداول المياه وعرقلة الطرق، مما يعيق جهود الإنقاذ. وفي عام 2010، تسبب زلزال بقوة 7.0 درجة بالقرب من العاصمة «بورت أو برنس» في مقتل حوالي 200 ألف شخص وتسبب في آلاف الانهيارات الأرضية.
في أعقاب زلزال يوم السبت، أطلق مؤشر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (واختصاره USGS) إنذاراً «أحمر» يشير إلى احتمال حدوث أضرار جسيمة من الانهيارات الأرضية إلى جانب الوفيات الكبيرة المرتبطة بالاهتزازات والخسائر الاقتصادية.
كان مركز زلزال يوم السبت على بعد ثمانية أميال جنوب شرق «بيتيت-ترو-دي-نيبيس» في مقاطعة «نيبيس»، ووقع على عمق ستة أميال. وحدث على بعد حوالي 78 ميلاً إلى الغرب من العاصمة «بورت-أوبرينس»، حيث شعر الناس باهتزاز خفيف.
وكشف التحليل الأولي للأقمار الاصطناعية عن العديد من الانهيارات الأرضية في مناطق نائية نسبياً حتى الآن. وأبلغت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية عن وقوع 150 انهياراً أرضياً على الأقل في غرب بلدة «لاسيلد» في مقاطعة «نيب»، جنوب مركز الزلزال. ووقعت المئات في الجبال وفي جنوب «بومونت» غربي مركز الزلزال. لكن الغيوم حجبت الرؤية أمام الأقمار الاصطناعية وقيّدت إجراء مراجعة أكثر شمولاً.
وقد كتب روبرت إمبرسون، وهو باحث في الانهيارات الأرضية في مركز «جودارد» لرحلات الفضاء التابع لناسا: «على الرغم من حجب الكثير من الأجزاء الوسطى والغربية من المنطقة المركزية بسبب الغطاء السحابي، إلا أننا لم نشهد الكثير من الانهيارات الأرضية في الفجوات الموجودة في السحب. ونتوقع أن يكون الجزء الأكبر من الانهيارات الأرضية (على الأقل بسبب الزلزال) في حديقة بيك مايكا الوطنية». وأشار إمبرسون إلى أن حديقة «بيك مايكا» الوطنية شهدت عدة مئات من الانهيارات الأرضية على مساحة تتراوح بين 100 و200 كم مربع، وهي جزء صغير فقط من المنطقة المتضررة، لكنها لحسن الحظ بعيدة عن المراكز السكانية المحلية. والحديقة معرضة بشكل خاص للانهيارات الأرضية بسبب المنحدرات الشديدة والتي غالباً ما تتجاوز 50 درجة.

وتشير التقارير أيضاً إلى أن انهياراً أرضياً أدى إلى إغلاق طريق سريع وطني بين بلدتي «لي كايس» و«جيرمي». وبشكل عام، تكون الطرق عرضةً للانهيارات الأرضية، حيث يمكن في بعض الأحيان أن تحدث زعزعة في منحدرات التلال المحيطة أصلاً بهذه الطرق أثناء بنائها.
ويمكن أن تكشف بيانات الأقمار الاصطناعية عن المزيد من الانهيارات الأرضية في الأيام المقبلة، والناجمة عن إعصار «جريس» الاستوائي، وهو الآن عاصفة استوائية. وقد توقع المركز الوطني للأعاصير هطول أمطار بارتفاع من 5 إلى 10 بوصات في هايتي، وهي أمطار كان من المتوقع أن تسبب فيضانات مفاجئة وانهيارات طينية وأرضية.
كمية الأمطار التي هطلت غير واضحة بالضبط بسبب ملاحظات الطقس المتفرقة، على الرغم من أن كميتها في العديد من المواقع بلغت ثلاث بوصات على الأقل، وفقاً لخبيري الأرصاد الجوية جيف ماسترز وبوب هينسون.
وكتب إمبرسون: «مع استمرار هطول الأمطار الاستوائية، من المحتمل حدوث المزيد من الانهيارات الأرضية. وعلى وجه الخصوص، قد تتم إزالة المواد التي تجمعت بفعل الزلزال في اتجاه مجرى النهر مع تدفق الحطام. وسنواصل مراقبة التغييرات خلال الأيام المقبلة لتقييم التأثير المتفاقم لهطول الأمطار والتوعية بالأوضاع المستجدة».

كاشا باتيل
كاتبة أميركية متخصصة في القضايا العلمية