سيظل يوم الأربعاء الموافق 18 أغسطس يوماً محفوراً في وجداننا نحن أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، نستذكر فيه المواقف البطولية التي قام بها عدد من أبناء قواتنا المسلحة وأدوارهم العظيمة في عملية إجلاء الدبلوماسيين من مطار كابول في أفغانستان في ظروف قاهرة وتحديات صعبة.

وستظل دولة الإمارات قيادة وشعباً وفية لرجالها وأبطالها الأبرار الذين يلبون نداء الوطن في أي وقت وحين، لأنها تعتبرهم نماذج ناصعة لقيم التضحية والفداء والانتماء، ويمثلون القدوة الحسنة لشبابنا في كل مواقع العمل الوطني، من أجل أن تستمر رسالة الإمارات الحضارية والانسانية، وهذا أمر يجعلنا جميعاً نشعر بالثقة والتفاؤل والفخر والاعتزاز.

لقد علمتنا تجارب السنوات الماضية البعيدة والقريبة، أن التحديات والمصاعب لا تزيدنا نحن «عيال زايد» إلا صلابةً وتلاحماً، فالمواقف العظيمة لأبطال قواتنا المسلحة الذين قاموا بعملية إجلاء الدبلوماسيين، والتي تعبّر عن وطنيتهم الصادقة المخلصة، تمثل مصدراً آخر للفخر والاعتزاز، وبرهاناً جديداً على قوة تماسك هذا المجتمع ووحدته ومنعته، ورسالتنا إليهم اليوم هي أن الإمارات قيادة وشعباً فخورة كل الفخر بكم، بقدر فخرها واعتزازها بكل أبناء القوات المسلحة.

لا شك أن مبادرة القوات المسلحة من خلال قيام الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة بتكريم عدد من أبطال القوات المسلحة ب «وسام الشجاعة» و«وسام الإمارات العسكري» لمواقفهم البطولية خلال أداء عملهم في عملية إجلاء الدبلوماسيين من مطار كابل برغم الظروف والتحديات الصعبة، تعكس تقدير قواتنا المسلحة لبطولات أبنائها، وحرصها على تكريمهم على أعلى المستويات الرسمية، والاحتفاء بما قدموه كي يكون هذا اليوم يوماً للمجد والبطولة والوفاء والولاء والانتماء للأرض والقيادة، حيث أعرب نائب رئيس الأركان عن اعتزازه وفخره بأبطال الإمارات حماة الوطن على ما يقدمونه لوطنهم وشعبهم من مواقف بطولية، وأعمال مشرفة تعكس قيمهم الأصيلة في الشجاعة والعطاء والإخلاص.

إن منتسبي قواتنا المسلحة هم سفراء فوق العادة لهذه الأرض الطيبة، ممثلوها وحاملو قيمها ومُثلها الأخلاقية والإنسانية، وهم من ينشرون البُشرى لغدٍ أفضل للإنسانية، وهم من ينفذون مهام إحياء الأمل ورياح الخير، وهم من يقومون من خلال أعمالهم البطولية بالمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في شتى بقاع العالم، هم سفراء الإمارات في المهام الصعبة، هم «عيال زايد».

إن الصورة الناصعة التي ترسخت عن قواتنا المسلحة في الخارج باعتبارها قوة فاعلة في الحفاظ على الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي إنما تشكلت بسبب تمسكها بالأخلاق الإماراتية والعربية الأصيلة، ويشهد التاريخ أن أبطال قواتنا المسلحة خلال أدائهم للمهام التي أُسندت إليهم في الخارج كانوا، وسيظلون، خير سفراء لقيم شعبنا، مجسدين لمبادئه الإنسانية النبيلة التي تنتصر للحق وتنحاز لإرادة الشعوب وتدعم تطلعاتها المشروعة في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.

في هذا اليوم التاريخي نقول لهؤلاء الأبطال بكل فخر واعتزاز: أنتم من ضربتم لنا المثل والقدوة في حب الوطن والدفاع عن مصالحه وصون مكتسباته لترجمة لقيم دولة الإمارات العربية المتحدة ومبادئها وإعلاء لرايات الحق والعدل ونصرة المظلومين، فقدمتم لنا أعظم الدروس في الإخلاص والشجاعة والانتماء العميق للوطن الغالي والقيادة الرشيدة. وبهذه المناسبة نقدم تحية فخر واعتزاز لهؤلاء الأبطال ولوطننا الحبيب وقيادتنا الرشيدة معاهدينهم على أننا لن ننسى ما قام به هؤلاء الأبطال، وأننا سنبقى- ما حيينا- جنودا لهذا الوطن نقدم التضحيات تلو التضحيات في سبيله.

* إعلامي وكاتب إماراتي