السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العنصر الوحيد الذي لا يمكن للتكنولوجيا المتطورة التقدم بدونه

العنصر الوحيد الذي لا يمكن للتكنولوجيا المتطورة التقدم بدونه
18 أغسطس 2021 02:10

فيصل البناي*

يقال لنا كثيراً إن الشباب مطّلعون على حقائق المشكلات الأكثر إلحاحاً في العالم- وبالتالي فمن المنطقي أن نستعين بهم في مهمة إيجاد الحلول.
في عام 2019، وبعمر 16 سنة، أصبحت غريتا تونبرغ الشخص الأصغر سناً على الإطلاق التي تمنحها مجلة التايم لقب «شخصية العام» وذلك نظير دورها في مطالبة قادة العالم باتخاذ خطوات فورية حيال التغير المناخي. أملاً في التحفيز على التنوع وتمكين الشباب، طورت مجلة التايم نشاطها وأعلنت عن إطلاق لقب «طفل العام» لأول مرة. كان المتلقي الأول لهذا اللقب عالمة ومخترعة عمرها 15 سنة تدعى غيتانجالي راو. ورغم أن عمرها الصغير لا يسمح لها بقيادة السيارة، حققت هذه الفتاة المراهقة العديد من الإنجازات التكنولوجية الملحوظة بالفعل- إذ طورت أداة للتشخيص المبكر للإدمان على الأفيون، واخترعت جهازاً يقيس نسبة الرصاص في مياه الشرب، وطرحت تطبيقاً يوظف الذكاء الاصطناعي في الكشف عن التنمر الإلكتروني.
تؤكد قصص غريتا وغيتانجالي ما نعرفه بالفعل- أن للشباب تأثيراً هائلاً في مجتمعنا اليوم، وأنهم لا يمانعون باستخدام هذا التأثير في رسم ملامح العالم الذي يناسب رؤاهم.
دفعني ذلك إلى التفكير في أجيالنا المستقبلية هنا في منطقتنا والمنصات التي يمكنهم التألق والنجاح من خلالها. بينما يهتم الشباب في الشرق الأوسط بالمشكلات العالمية مثل الأزمة المناخية أو الأمراض أو التنمر الإلكتروني، قد لا تتوفر لهم فرصة المشاركة في حل هذه المشكلات.
عندما أنشأنا مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، وضعنا تصوراً لإقامة منظومة نشطة تحدد مسار البحث والتطوير لمخرجات التكنولوجيا التحويلية. ومن الأسس التي يقوم عليها هذا المسعى معهد الابتكار التكنولوجي، حيث نرحب بالعلماء والباحثين المعروفين على مستوى العالم- وبذات القدر من الأهمية- نفتح المجال أمام شبابنا لتعزيز اهتمامهم وشغفهم بالابتكار والبحث العلمي.
 
لقد غيرت التكنولوجيا معظم القطاعات المسؤولة عن التنمية، ونحن بحاجة لعقول شبابنا المهتمة بالمستقبل من أجل تعزيز القطاعات المستقبلية التي ستقود اقتصاد الغد. أؤمن بقوة بأن واجبنا يقتضي مساعدة أجيالنا المستقبلية على النمو والتطور، والأهم من ذلك تعزيز شغفهم. لذلك، علينا أن ننشئ مجمع مواهب من العقول اللامعة والفتية لضمان مستقبل مزدهر لبلادنا والعالم أجمع. ولأجل تحقيق هذه الأولوية، ينبغي لنا البدء باستكشاف المواهب الوطنية بالإمارات.
وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، يضم برنامجنا التقدمي «نيكس-تك» (NexTech) ثلاث مبادرات رئيسية - مبادرة تواصل وتفاعل لإلهام شبابنا، ومبادرة استكشاف للمواهب، حيث يتم تحفيز ودعم المواهب الإماراتية المتميزة للعمل في مجال البحث والتطوير، ومبادرة تمكين، حيث يتم توجيه المواهب الإماراتية المنتقاة نحو دعم المشاريع البحثية التعاونية أو الخاصة بمعهد الابتكار التكنولوجي.
 ونسعى عبر التخطيط الدقيق إلى تطوير منظومة بحوث في أبوظبي والإمارات تجمع الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص. فقد عقد معهد الابتكار التكنولوجي شراكة مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لإقامة إطار عمل تعاوني من أجل تمكين البحوث الأساسية والتطبيقية المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما وقع معهد الابتكار التكنولوجي اتفاقية شراكة بحثية مع (Virgin Hyperloop) بهدف تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المستقبل. وتعاونت (أسباير)، ذراع إدارة المشاريع في مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة مع مسابقة «إكس برايز إطعام المليار التالي» لمعالجة أزمة الأمن الغذائي عبر تشجيع المبتكرين الشباب والعلماء على العمل سوياً. تسهم هذه الشراكات التعاونية في تعزيز منظومة البحث والتطوير المحلية بشكل مباشر وغير مباشر.
 نحن محظوظون للغاية بالعيش في بلد مثل الإمارات، حيث القيادة حريصة للغاية على دعم العلوم والعلماء الشباب بقوة. هناك مثالان ملهمان يتبادران إلى الذهن- الأول علياء المنصوري، التي عينت بعمر 16 سنة زميلة بحوث في جامعة نيويورك أبوظبي. والثاني، الشاب الإماراتي أديب البلوشي، الذي يعد من بين رواد الطب الشباب الثمانية الأكثر إثارة للإعجاب في العالم. أعلم أن هناك الكثير غيرهم وأنا أدعوهم للمبادرة واغتنام الفرصة في رسم ملامح تاريخنا. لعل لديكم حلولاً مبتكرة لبعض مشكلات عالمنا المستمرة منذ زمن طويل.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©