بالطاقة النظيفة، تبدو دبي كحسناء تمد ذراعين تحت أشعة الشمس، وتحدق في شجيرات الحياة، متعانقة مع تلك الأغصان، متضامنة مع تغاريد الطير، منسجمة مع طموحات المتفائلين جداً، متناغمة مع الإرادات الإيجابية، ماضية في تسلق عنان السماء، مستمرة في تخصيب الغيمة، مندمجة مع بوح الصباحات، وهي تحمل شذا الجلابيب البيضاء وقمصان الأناقة المخملية، وألواناً من وجوه مشرقة، متألقة، متأنقة، تتسرب في الوجود كأنها الفراشات تبحث عن عبق الرائحة، وعن رشفة مستريحة.
دبي قررت أن تكون نقية من دخان وعوادم، سخية في ترتيب مشاعر أجوائها، رخية في تلطيف فضائها، فالشاهقات بقوام المذهلات، تحتاط، وتطوق نفسها بسليل الهواء الندي، والممتدات على صفحات التراب، سخيات في رخائها، متجليات في بهجتها، تطل على العالم بسجاتها الحرير، وتفترش ابتسامة أشف من عيون الماء، أرق من أنامل رضية باسمة، نجلاء.
يقول أحد عشاق تلك الفتية: عندما تزور دبي تشعر أنك بين غيمة وغيمة، شهاب طالع من بين أضلع أحلام بهية، تسير، وتسير، وفي قلبك نخوة الزمن، وصبوة مكان أصبح اليوم مكاناً لمنمنمات، من وجوه تزين الحياة، وكأنها قلائد جست نبضات قلب مرهف، هياف، مدنف بالحب حتى نخاع العظم، حتى نياط الفؤاد.
هذه هي دبي اليوم وسوف تستقبل بعد أيام أعظم تجمع إنساني، وسوف تحفه، ببشاشة الطلعة، ووسامة النظرة سوف تكون دبي في العالمين قبلة العشاق، ونثة المطر على وجنتين، ورديتين، مسبوكتين من ذهب المعاني، وأشواق الكائنات الخالدة إلى أبجدية في لغة الأحلام، وقاموس في صون العبارة، وصياغة الجملة الفعلية، والتي تأتي دبي فيها الفاعل دوماً، المفعول إلا تلك الإرادات المهزومة، والتي تتوارى عن الأعين لأن دبي لا ترى غير الجوهر، ولا تنظر إلا إلى بريق النجوم، وهي هكذا تقود المرحلة، بذكاء المخلصين، وبراعة الصادقين ومهارة الذين لا تتوقف خطواتهم، وهم ماضون إلى منطقة السحابات الممطرة.
هكذا هي دبي تتطور نسلاً عن رؤى تتضح شموسها من تحت شراشف الشوق والتوق، إلى مرايا استثنائية لا توجد إلا في دبي، وإلى مكانة لا تنهض إلا في دبي.
ولا نبالغ إن قلنا: إنه سيأتي يوم، ودبي تضاء بشعاع الشمس، من ألفها، إلى يائها.