بثت شرطة أبوظبي مؤخراً مقطعاً مصوراً عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، للتحذير من تصرفات بعض السائقين الذين يضايقون غيرهم من سائقي المركبات التي أمامهم على «مسار التجاوز»، بالاقتراب منهم حد الالتصاق تقريباً دون مراعاة لمتطلبات المسافة الآمنة، مما يؤدي إلى إرباكهم بصورة خطيرة جراء «العناد» الذي يؤدي إلى «حوادث مرورية أليمة نتيجة عدم تقدير مستخدمي الطريق، وترك مسافة أمان كافية تسمح بتقاسم الطريق وانسيابية الحركة المرورية».
للأسف هذه الممارسة أصبحت شائعة لشريحة من السائقين المتهورين سواء على الشوارع الداخلية أو الطرق الخارجية، ويعتبرون الأخيرة مضماراً للسباق.
ذات مرة، وعلى طريق داخل المدينة، وجدت سائقاً من هذه الفئة يقود بحركاته الطائشة بين السيارات، ويضايق سائقيها ويطاردهم بوميض أضواء مركبته، تعتقد للوهلة الأولى أنه ينقل حالة صحية طارئة أو يسابق لأمر في غاية الأهمية.. لأشاهده بعد لحظات متوقفاً أمام أحد أكشاك بيع الشاي «الكرك»! ولا تفسير لتصرفه الطائش والمختل.
في الوقت الذي نحيي فيه شرطة أبوظبي على جهودها التوعوية، وتكثيف نشر المقاطع المصورة، وهي أبلغ وأسرع وأكثر تأثيراً، نتمنى أن تولي تعليقات المشاهدين والقراء لتلك المقاطع عناية خاصة ومتابعة واسعة، فهناك عشرات التعليقات والآراء من الجمهور التي تنقل وقائع عدة ومشاهدات مختلفة، وقد كان منها أهمية سرعة تفاعل شرطة المرور مع البلاغات المقدمة في وقتها، وعدم إخضاعها للإجراءات الاعتيادية، مثل الطلب من المُبلِّغ التوجه لأقرب مركز شرطة لفتح بلاغ، بينما الكاميرات موجودة، ومنشورة على امتداد الطرق الداخلية والخارجية في عصر السرعة والأداء الذكي. 
التدخل السريع في وقته مطلوب، وكذلك سرعة محاسبة وتغريم المتهورين لردعهم من تهديد سلامة الآخرين. ولدى الشرطة من الأمثلة الكثير حول ما يتسبب به أمثال هؤلاء من حوادث حصدت أرواحاً بريئة، وحولت شباباً وشابات في عمر الزهور إلى جسد مقعد على كرسي متحرك، وقضت على أحلامهم المشروعة في بناء مستقبل جدير بهم يخدمون فيه وطنهم وأسرهم وأنفسهم.
ضبط الشارع وتعزيز السلامة المرورية من أولويات استراتيجية وزارة الداخلية والقيادات الشرطية في مختلف إمارات الدولة، ولا يتحقق إلا بتعاون الجميع، وهناك مسؤولية خاصة على الأفراد الذين تعتبرهم الشرطة شركاء أساسيين ومهمين لها، وتبنت العديد من المبادرات لتجسيد ذلك، ومنها مبادرة «كلنا شرطة»، لذلك من الضروري تسهيل وتسريع آلية الإبلاغ عن متهوري الطريق، ممن يشكلون خطراً على الجميع، وسلامتكم.