بدأ التغير الجذري في دولة الإمارات العربية المتحدة عندما جاء القرار بالتحول إلى سياسات التنوع الاقتصادي، والانتقال إلى اقتصاد رقمي يشجّع الابتكار والإبداع ويعزز التنافسية، إذ يُعرِّف صندوق النقد الدولي، الاقتصاد الرقمي بأنه عملية تغلغلت في الكثير من الأنشطة عبْر استخدام الإنترنت والتقنيات التقنية والتكنولوجية المتقدمة، التي أصبحت أكثر انتشاراً واستخداماً في القطاعات كافة، وصلت إلى الزراعة والنقل والصناعة وغيرها من القطاعات التي كانت تلجأ سابقاً إلى الطرق التقليدية في مسارات نموها وتنميتها.
وبحسب صحيفة «نيو يوروب» البلجيكية، فإن الاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات بات واحداً من ضمن أكثر الاقتصادات الرقمية تقدماً على المستوى العالمي، ويُعدّ نموذجاً لباقي اقتصادات منطقة الخليج العربي. كما أشارت الصحيفة، أخيراً، إلى أن حكومة الإمارات كشفت النقاب عن خطة لتأسيس ألف شركة رقمية جديدة، مشيدة بالتفات قيادة الدولة الرشيدة مبكراً إلى أهمية تأسيس هذا النوع من الشركات، التي تعتمد على رقمنة أعمالها في الاقتصاد المستقبلي، وتؤسس لبنية تحتية متقدمة تدعم التحول الرقمي، وتوجِد المزيد من فرص العمل، وتدعم الرؤى الطويلة الأجل في تطوير التجارة الإلكترونية، وتحسين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزز انتشار الخدمات الإلكترونية، وتوسّع أنظمة الدفع الإلكتروني، بدعم حكومي كبير لهذا التحول.
التقرير الذي رأى أن تأسيس الشركات الرقمية في دولة الإمارات ساعد الحكومة في التقدم في تمكين رقمنة المعلومات والبيانات بشكل لافت للنظر، أكّد كذلك وجود دعم كبير للشركات التي تعزز من القيمة المُضافة من خلال قدرة تلك الشركات على تبسيط العمليات، وتخفيض التكلفة بتوظيف أحدث التقنيات في مختلف الصناعات، ما يعزز السير بخطى ثابتة نحو تأسيس اقتصاد رقمي نوعي، يحقق الاستفادة من مزايا عملية التحول الرقمي من أجل خدمة الاقتصاد، بما يسهم في إيجاد فرص حقيقية للوظائف، واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
لقد كان لاستراتيجيات الدولة، وعلى رأسها: «رؤية الإمارات 2021»، و«استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة»، و«استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية 2021»، على سبيل المثال لا الحصر، دور بالغ الأثر في تحقيق أهداف الدولة في التحول شيئاً فشيئاً إلى اقتصاد معرفي يقوم على تبنّي سياسات الاقتصاد الرقمي في الخدمات والمعاملات الحكومية، التي عززت مكانة الدولة كمركز تكنولوجي عالمي، استقطب كبرى الشركات العالمية للاستثمار وتأسيس الأعمال، وطوّع التقنيات المتقدمة ووظّفها في سبيل رفع كفاءة الخدمات، وزيادة نمو تأسيس الصناعات، وتسهيل التعاملات في القطاعات المختلفة وزيادة كفاءتها.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية