مما لا شك فيه أن تونس ما بعد «حركة النهضة» الإخوانية سوف تكون أفضل بكثير مما كانت قبلها، وذلك على غرار النموذج أو التجربة التي مرت بها جمهورية مصر العربية إبان وصول «الإخوان» إلى السلطة فيها وبعد الإطاحة بهم، حيث مرت مصر تحت حكمهم بمراحل بالغة السوء وعلى جميع الأصعدة. فأينما وُجدت تلك الجماعة الضالة، نشرت معها الفساد والظلامية وحب السيطرة والنفوذ على البلاد والعباد. وعودة إلى الوضع العام في تونس نقول بأن تونس الخضراء تنفست الصعداء بعد الانتفاضة المباركة الأخيرة التي تمت على يد رئيسها الذي أدرك عدم جدوى استمرار «حزب النهضة» في إدارة البلاد وعدم أهليته لذلك.. والدليل هو الممارسات التي تحصل كلما استولى «الإخوان» على الحكم في أي بقعة من الأرض.

وهنا نتساءل: ألا تدرك الشعوب والمجتمعات، في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، خطر هذه الجماعة من واقع ما حدث في مراحل سابقة وما حدث مؤخراً؟ في تقديرنا أن الشعوب قلّما تدرك هذه الحقيقة، وأن أدركتها فبعد فوات الأوان، وذلك رغم التحذيرات اليومية التي تنتشر في أروقة الرأي العام العربي. والأمر الأخطر من هذا هو قدرة هذه الجماعة وتنظيمها على المخادعة والمناورة وعلى دغدغة مشاعر قطاعات من الرأي العام العربي.. وهو الأمر الذي يقرع ناقوساً للخطر يتوجب التنبه له من قبل ولاة الأمر في العالم العربي.

ونذكر هنا أن كابوساً انزاح عن الدولة التونسية، وأنها بفضل ذلك ستنتعش بشكل كبير بعد تنحية «الإخوان» عن كاهلها، تماماً كما شهدنا تحسن الأوضاع الداخلية العامة في مصر، وحالة الازدهار التي شهدتها بعد الثورة التي أطلقتها ضد «الإخوان» في 30 يونيو 2013.

سوف نشهد مثل ذلك أيضاً في تونس التي عانت ما عانته تحت حكم «حزب النهضة» الإخواني، وبالتالي فإن من واجب الشعب التونسي اليوم، ومِن ورائه رئيسه، البت بسرعة قصوى في تسوية الأوضاع العامة وتكليف رئيس حكومة جديد لإدارة البلاد في مرحلة ما بعد «الإخوان»، حتى لا تظهر الدولة التونسية بمظهر غير المسيطر على زمام المسؤولية والحكم بما تستوجبه الظروف المحيطة. إن المرحلة الحالية في تونس تتصف بكثير من الأهمية والحساسية، وذلك بالنظر للتغير الكبير في أوضاعها السياسية والاجتماعية.. مما يفرض اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الحاسمة والمصيرية. *كاتب كويتي