الإقامة الذهبية للأوائل مخزن عطاء، ورسن فكرة معطاء، هذا هو ما تفكر فيه القيادة، وهذا هو ديدن تطلعاتها نحو جيل يقلّب الصفات، ويغوص في اللجج، وينهل من عذب المعرفة ليكون في الوطن شجرة ثمارها من إبداع، وقطفها من يراع.
الأوائل نهج ومبدأ، وتطلع ورؤية، هم الكتاب الذهبي الذي تفتحه الإمارات للعالم كي يقرأوا النون والقلم، وما يسطرون، وما يشرحون، وما يقدحون، وما يكرعون، وما يرشفون، وما يمنحونه للوطن، وما يقدمونه لأهلهم، وما يبشرون به مجتمعهم من مهارات، وبريق في النواصي والمنصات.
الذين يمسكون بزمام الفرادة هم النوارس التي تحلّق في الفضاء كي تهب السماء ضوءاً، وتمنح الأرض خصوبة، وتسير في الدروب رؤوساً متوجة بالظفر، مكللة بالنصر، زاهية بالعرف والمعرفة، باهية بفلسفة العطاء مقابل الفرح، وديمومة النهوض، واستدامة التطور، والازدهار.
الإمارات التي تكرّم المتفوقين، لا تقبل إلا بالدرجات العلا، ولا تلتقي إلا مع الذين وضعوا نصب أعينهم الرقم (1)، والذين تشربوا من بيئة الإمارات معاني الاستثنائية، ومغزى الأحلام الصافية، والأقلام التي لا تسكب إلا حبر النجاح، ولا تكتب إلا جملة ناصعة في قصيدة التميز. تأتي هذه الذهبية مع جوهرة جائزة محمد بن زايد آل نهيان لأفضل معلم، ليصب الرافدان في نهر الإيمان بأن العلم هو الطريق الوحيد للنجاة من نار التخلف، ولظى الفقر والفاقة. 
اليوم تسير مراكب الإمارات نحو محيطات لا تسكنها إلا موجات التطور، وحضارة الناس الأوفياء للحياة، والأمم لا تقاس بثرواتها، وإنما بإرثها الثقافي، المبني على أسس علمية وهاجة، وقوانين حضارية مبعثها شعاع العلم، ووهج المتعلم. صنوان لا يفترقان، العلم والحضارة الزاهية، وهما في الوجود تاريخ تنحت سطوره من ذهب العقول التي تنهل من معين لتشع في العين، والحياة إذ تضاء بأقلام المبدعين، فإن الأقلام لا تبري ولا تسن فحمتها إلا بمبراة الوعي، ولا تنسخ عباراتها إلا بشفرات حبرها من رضاب القلوب التي تعلقت بالنون، واشتاقت للقلم.
علم يرفع العَلَم، وعلم له في آخر السطر، خير الكلم، وعلم في نهار العالم فكرة لاتنثلم، وعلم في ليل السائرين إلى الأفق، نهج وقلم. علم في الخطوة الأولى، نثة يتلوها غزير الوشم، علم في صدور اليافعين، وسم ونعم.