* أصبحنا منذ سنتين مثل الإنسان الأول، ساكن الكهوف، شو تفرّق معه شمس صباح الأحد عن غروب شمس الأربعاء، حتى يوم الخميس الملون الونيس الأنيس أصبح في هذه الأيام مثل يوم الثلاثاء أملح، أغبر، تقول «بايته تهبّ عليه سهيلي، وإلا ريح صليب»، يا إخوان اشتقت واحد يسألني ذلك السؤال القديم: من فضلك الساعة كم؟
* معقول من سنتين الواحد ما راح دبي، شو هالعثرة اللي نحن فيها؟ نحن الذين لا نَقْرّ في مكان، ونبات طَرّوق، وخط دبي ضاربينه «ساير جاي» تقول «تكسي الغزال» الله يذكره بالخير، سنتان، ولا نرى دار الحيّ، معقول! والأول «نتعلث» بأي شيء، وأي عذر، ونقول عندنا أشغال، وعندنا «زام»، آخر الأسبوع، وفاتحين مكاتب تجارية، وأمثالي لا أشغال مختصة بالأسمنت والخرسانة الجاهزة، ولا أعمال كهربائية، تكفينا فرحة اللقاء، وتلك البهجة والمسرة التي تدخل إلى القلب، لأننا فقط في دبي.
* لو ندري بـ «كورونا وكوفيد- 19 ومتحولاته»، وبكل هذه العَطَلَة، كنا اشتغلنا هالسنتين في الحكومة، و«كدّينا على عمارنا»، أقلها كان دوامنا من منازلهم، وعن بُعد، لا تشوف وجه المدير المدخن، ولا مكالمات مدير مكتبه الذي لا يحب إلا نفسه والمدير والوكيل، ولا «بنج ان، بنج اوت» على طريقة عمال مصانع صهر الحديد والصلب، في الحضور والغياب، لو درينا بالدنيا بتكون هالشكل، كنا ردينا العمل المكتبي، ورقّعنا كثير من الأمور المتداعية بسبب التقاعد المبكر في هذه السنتين، كانت حساباتنا خاطئة، وكلها أمنيات بسفر بعيد وطويل، والاستمتاع بأجواء هاواي أو متعة أمريكا اللاتينية، وأقلها أقلها كنا سنزرع تلك البقعة الصغيرة في المغرب بالمشمش والدرّاق والعنب والدلاع.
* اعتقد من الأسئلة «البايخة» التي يمكن أن تسأل الواحد في هذه الأيام، والتي يجب تمحى من ذاكرتنا في وقت الجائحة، كيف حالك؟ ها شو الأخبار؟ وين الأخبار.. وهو المسكين رهين المحبسين، الدار والزوجة وأولادها، لا يعرف شروقها من غروبها، ولا متى هَلّ هلالها، ولا متى غاب قمرها؟
* اعتقد علشان الواحد يكحلها ويعميها في آن واحد، يجب أن تكون أول زيارة له بعد هذه المدة من «الحكرة» روحة إلى الصين، واللي فيها.. فيها، وإلا خَبّ، وإلا برك، وإلا «ضَوّاه وِيّاه، وإلا خلّاه في حجالهم».
* يا إخوان اشتقنا لصديق يعانقنا، ولو كان كاذباً في محبته، واحدة تلوي علينا، لو ما كانت تحبنا، أي أحد آت من السفر نستقبله في المطار، لو ما نعرفه، بس نسوي «جميلة فيه»، أحد يطرشك في سفرة مفاجئة مثل أول، لو كنت فقط تحمل شنطة، و«شكلك مال مطاريش» زمان، تحمل العاروك، ولا تدري شو فيه؟