العالم مر في ظروف الجائحة، بأدوار عصيبة، ولم ينجح إلا أولئك المثابرون، والمبادرون والذين جعلوا من وباء كورونا مختبر وفاء للوطن، وللحياة، ومن أولئك الأبطال هم أصحاب الهمم، والذين أسقطوا فكرة (الإعاقة) من معجم الكثير من الناس الذين يعرفون بأن الإعاقة ليست إلا خدعة بصرية لا يقع في شراكها إلا الضعفاء، والسذج، والذين في قلوبهم مرض عقد النقص.
ليست هناك إعاقة في حد ذاتها، طالما بقيت النفس نقية معافاة من درن الهشاشة، ورخاوة الفكر، ليست هناك إعادة في المجمل إلا إذا تضافرت مجموعة من الخيالات العقيمة، والتي يكتسبها بعضهم جراء رضاعته حليباً مغشوشاً من ثقافة قديمة، بدائية، سقيمة، مرتدة إلى أبجدية تصنيف القوي والضعيف، في حين الفطرة تنفي هذا الادعاء، وترفض هذا الافتراء، وتلفظ هذا التزمت، وتنأى بنفسها عن هذه التخرصات ذات الأنموذج الشيفوني البغيض، والذي يصنف البشر على أسس مختلفة، ومختلقة أيضاً والهدف هو ترسيخ قاعدة الأنا والآخر.
في الإمارات ومع تطور الفكر، وانسيابيته، وفيضه النبيل استطاعت الدولة أن ترتقي فوق كل التشوهات وأن تقف عند ربوة معشوشبة بالأخضر اليانع، وأن تؤدي دورها الريادي في مجال التعامل مع أصحاب الهمم، بكل لباقة فكرية، ولياقة أسلوبية، ورشاقة سلوكية، حتى أصبحنا اليوم الأنموذج بين الدول في التعاطي مع أصحاب الهمم، وحتى أصبح هؤلاء المثال الذي يحتذى به في تجاوبهم مع ظروف الجائحة، ومن خلال تعلمهم عن بُعد أثبتوا بأن لا شيء يقهر الإنسان طالما ظل الطموح هو الجسر الذي يأخذه إلى النجاح، وتحقيق التفوق.
أصحاب الهمم، هم أصحاب الوعي الشفيف بالذات، هم أصحاب القريحة المفتوحة على العالم من دون ما يعرقلها، ولا يعيقها، فطالما وجدت الثقافة واسعة الحدقات، فلا بد وأن تسبح هذه الطيور الجميلة بين موجات الحذاقة، وسواحل الآمال العريضة، لا بد وأن يفرد هؤلاء أشرعة السفر عبر محيطات الطموحات الكبيرة، يغوصون في الأعماق بحثاً عن جواهر المستقبل، ودرر الحاضر، هؤلاء معنيون كما نحن مندمجون في الواقع، لأجل أن تصبح مصابيحه فياضة بالنور، طافحة بشعاع الأمنيات.
أصحاب الهمم هم قدرتنا الكامنة، هم كلنا الناهض نحو مستقبل زاهر، وحياة مفعمة بالفرح. أصحاب الهمم هم منطقتنا الزاهرة، بألوان السعادة، والإحساس دوماً بالثقة، والتفوق.