فى ختام دورة طوكيو الأولمبية عام 1964، عزفت فرقة موسيقية أغنية «سايانورا» التي تعني وداعاً، وهي كلمة تقال لمن يسافر بعيداً دون عودة، باعتبار أن العاصمة اليابانية قد لا تستضيف الألعاب مرة أخرى. وفى ختام طوكيو 2020، وعند إطفاء الشعلة، كتبت كلمة «اريجاتو»: «شكراً لك». وربما كان توجيه الشكر للرياضيين الذين حضروا وتنافسوا، أو لليابانيين الذين تقبلوا إقامة الدورة في النهاية، وتابعها 85 مليون ياباني أي أكثر من ثلثي السكان، بعد أن كان ما يقرب من 80% من اليابانيين يرفضون إقامة الألعاب وربما وجهت كلمة الشكر إلى سكان الكوكب الذين تابعوا منافسات الدورة بالمليارات وقد بدت لهم أنها صرخة الأمل للانتصار على كوفيدـ 19.
لكنني أتوجه مرة أخرى بكلمة أريجاتو، شكراً لك، إلى البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان الذي وقف في جامعة السوربون عام 1892، وألقى خطابه الذي طالب فيه لأول مرة بإحياء الألعاب الأولمبية القديمة، ويومها اعتقد جمهور الحضور أنه يمزح لكنه كان جاداً أليس كذلك؟
ظل دي كوبرتان مصمماً على إحياء الألعاب القديمة وطالب اليونانيين بالمضي قدماً لاستضافة الألعاب الأولى في أثينا عام 1896، واستمروا في محاولة التراجع عنها. فلن تكون الملاعب جاهزة والتكاليف مرتفعة وكان المشروع ضخماً للغاية. ولا يزال الأمر كذلك الآن بعد 125 عاماً، بعد أن تغير مفهوم كوبرتان الأصلي إلى شيء آخر. وهو الأمر الذي يصفه المؤرخ الرياضي ديفيد جولدبلات بقوله إن «الألعاب الأولمبية الحديثة احتفال تجاري بالإنسانية العالمية».
نعم قد يكون احتفالاً تجارياً لكن الأهم أنه احتفال بالإنسانية.. فكم هي جميلة الرياضة، وكم هي جميلة القيم التي تبثها.. انظروا إلى منافسات طوكيو 2020، وإلى دموع الفرح والألم، وإلى العداءة التي تسقط فترفض إسعافها، وتمضي قدماً نحو خط النهاية لتكمل السباق.. وانظروا إلى الإبداع، والابتكار، والمنافسة تحت مظلة الأسرع والأعلى والأقوى، وقد أضاف الرئيس الفرنسى ماكرون إلى الشعار الأولمبي القديم كلمة «معاً».. شكراً لك بيير دى كوبرتان..
**
رحل ميسي عن برشلونة، وسوف يكتشف جمهور الفريق الكاتالوني حجم الفشل الإداري للنادي الذي أبرم تعاقدات فوق طاقته المالية وحاجته الفنية. لتصل ديون النادي إلى 1173 مليون يورو، وتتجاوز قيمة مرتبات لاعبيه 110% من دخله.. لهذا رحل ميسي، لم يسمح له فشل الإدارة بالاستمرار وفقاً لقواعد رابطة الليجا حتى بعد خفض راتبه 50%..ولم تكتب النجاة لبرشلونة العريق، أو ميسي الأسطورة من اللوائح.