الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أجندة «الحوثي» الطائفية تهدد اليمن بحرب لا تنتهي

جانب من المواجهات بين الجيش اليمني والحوثيين في مأرب
9 أغسطس 2021 21:46

دينا محمود (لندن) 
لا يتورع قادة ميليشيات الحوثي الإرهابية، عن اللعب على أكثر الأوتار حساسية وخطورة في الشارع اليمني، في سياق محاولاتهم المستميتة للخروج من مأزقهم الراهن، عسكرياً ودبلوماسياً.
ففي ظل التراجع الحاد في قدرة هذه الميليشيات الانقلابية، على الإمساك بزمام الأمور، في المناطق التي ما تزال خاضعة لسيطرتها في اليمن، كثفت قياداتها في الآونة الأخيرة، الاحتفال بمناسبات ذات طابع طائفي، لم يكن يجري إحياؤها في البلاد، في الفترة السابقة لاستيلاء الحوثيين على السلطة في سبتمبر 2014.
وفي هذا الإطار، لا تكترث هذه الجماعة المسلحة بالاستياء الشديد الذي يثيره هذا التوجه بين اليمنيين، ممن بات الكثير منهم مضطرين لإحياء مناسبات لا تتوافق مع انتماءاتهم المذهبية، ولم يكونوا حتى على علم بها، قبل إطاحة الميليشيات الحوثية بالحكومة المعترف بها دولياً في صنعاء، قبل نحو 7 سنوات.
وفي تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، قال محللون محليون وغربيون إن إصرار الحوثيين على تنظيم احتفالات واسعة النطاق، بمثل هذه المناسبات الدينية ذات الصبغة الطائفية، يستهدف التغطية على الانحسار الشديد في شعبية الحركة، في المناطق الشمالية التي ما تزال تسيطر عليها، والتظاهر في الوقت نفسه بوجود قاعدة شعبية كبيرة داعمة لها هناك. كما ترمي هذه الاحتفالات، كما قال المحللون، إلى إيهام اليمنيين بوجود صلة بين الميليشيات الحوثية وآل البيت، من أجل حمل الملايين من أبناء الشعب اليمني، على إطاعة أوامر تلك الميليشيات واتباع تعليماتها.
وقبل أسابيع قليلة، سخرت ميليشيات الحوثي كل مواردها لإحياء ما تطلق عليه أسم «عيد الغدير»، الذي طلبت من اليمنيين إحياءه في عشرات الساحات العامة، ما أعاد التذكير بممارسات طائفية، كان قد أُسْدِل عليها الستار، بعد ثورة عام 1962، التي أدت إلى إعلان الجمهورية في اليمن.
ونقل «أل مونيتور» في تقرير له عن يمنيين قولهم، إنه لم تكن لديهم «أدنى فكرة عن هذه المناسبة، قبل استيلاء الحوثيين على صنعاء، فلم تكن تُذكر من جانب أيٍ من الصحف أو القنوات التلفزيونية في البلاد، أما الآن فتغير الوضع، وأصبح هذا اليوم الذي يحل في النصف الثاني من شهر ذي الحجة من كل عام، أشبه بمناسبة مقدسة، في كثير من المحافظات الواقعة في شمال اليمن.
وأعرب اليمنيون عن أسفهم، بعد أن أصبحت صنعاء، وغيرها من المدن الواقعة في شمال اليمن، مسرحاً لاحتفالات لم يكونوا يشاهدونها في السابق، سوى في نشرات الأخبار أو البرامج التلفزيونية التي تبث لقطات من فعاليات تشهدها دول أخرى مثل إيران، قائلين إن إحياء مناسبات كهذه يُذكي الخلافات الطائفية، التي تسبب الكراهية، وتقود في نهاية المطاف إلى تأجيج المزيد من أعمال العنف.
ويشكل تصعيد الحوثيين من خطابهم المتشدد على هذه الشاكلة، ومواصلتهم التمسك بالخيار العسكري ورفضهم لكل المبادرات السلمية، عوامل لم تؤد إلى تفكيك الدولة اليمنية فحسب، بل تشيع كذلك أجواءً من الاحتقان المجتمعي في العديد من المناطق اليمنية.
وحذر المحللون من أن تصاعد موجة التوتر الطائفي بفعل الممارسات الحوثية، أصبح يمثل الآن مصدر قلق بالغ في اليمن، فالنسيج الاجتماعي هناك، بات مفككاً أكثر من أي وقت مضى، كما إن الأجندة الطائفية المسمومة، التي تقف وراءها هذه الميليشيات الانقلابية، من شأنها إطالة أمد الحرب في البلاد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©