نشرت صحفنا المحلية مؤخراً خبراً عن بدء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية مقابلات توظيف لأعضاء جدد لهيئاتها التدريسية، إلى هنا يبدو الخبر عادياً، ما لم يكن اختيار مئتي متقدم للمقابلات من أصل 8000 شخص من داخل وخارج الدولة، ما يعبر عن مستوى التدقيق للمتقدمين قبل الاختيار النهائي للمرشح، مما يدل كذلك على المستوى الرفيع للجامعة الفتية التي تعتبر إضافة نوعية مميزة لجامعاتنا الوطنية وصروح التعليم العالي على أرض الإمارات، وقد تحولت موئلاً لجامعات ومعاهد علمية عالمية رفيعة، فرضت وجودها واسمها على المؤشرات الدولية المعنية بالتصنيف الأكاديمي، بحسب قوة المستويات التعليمية وجودة التعليم فيها، لتحقق بذلك إحدى رؤى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن لا يضطر مواطن للاغتراب عن وطنه بحثاً عن العلاج أو التعليم.
 يحمل الخبر الذي نتحدث عنه أبعد من مجرد نبأ عن توظيف لهيئة تدريسية لجامعة وطنية فتية، وبالعدد الضخم من المتقدمين، إذ يجسد تحول أرض الإمارات إلى نقطة جذب ووجهة مفضلة للكفاءات العلمية في مختلف المجالات والاختصاصات للعمل والعيش والإقامة. وما توفره من مستويات رفيعة لمتطلبات العيش الكريم وجودة الحياة، والذي أكدته استطلاعات الرأي والاستبيانات التي تقوم بها وكالات وجهات عالمية معروفة، حيث تصدرتها الإمارات كأفضل أختيار.
صدارة تحققت بفضل المبادرات المتواصلة للقيادة الرشيدة وتوجيهاتها السامية لتعزيز تنافسية الدولة، وتوفير كل المقومات لجعل الإمارات وطناً للمبدعين والمبتكرين وأصحاب الكفاءات العلمية العالمية ورجال الأعمال والمستثمرين، وحشدت لتحقيق ذلك التسهيلات والتغييرات التشريعية، مما كان له أبلغ الأثر في نجاح تلك الخطط والبرامج، ولعل أحدثها قرار منح الإقامة الذهبية للأطباء امتداداً لمبادرات منحها لشرائح متنوعة من المتميزين في خدمة المجتمع وممن يشكلون قيمة مضافة للعطاء في وطن العطاء.
صدارة ينبغي أن تكون محل استيعاب بعضهم ممن لا يدرك أبعاد المبادرات السامية التي حظيت بزخم واسع خلال الأيام القليلة الماضية، ونحن نتابع الجهد الكبير الذي تقوم به الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية لتسهيل وتسريع إصدار«الإقامة الذهبية» للفئات التي تنطبق عليها الشروط الخاصة بها، وفي مقدمتهم رجال الأعمال والمستثمرون والأطباء والمبدعون والطلاب المتفوقون وغيرهم. كما يقوم مكتب المقيمين في دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي بجهد متميز وهو يتلقى ترشيحات مختلف دوائر ومؤسسات الإمارة للمستحقين ليكونوا جزءاً من رحلة تميز الإمارات كوجهة مفضلة لكل مبدع.