يتابع الجميع ما تشهده الساحة المحلية والأثر الكبير لقرارات الدولة مؤخراً لتعزيز تنافسية الإمارات، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية مفضلة للأعمال والعيش والإقامة وحتى لفئات المتقاعدين الذين اختاروها مكاناً للعيش والإقامة.
تابعنا برامج الإقامة الذهبية لفئات من العاملين في المجالات الحيوية وفي مقدمتهم الأطباء، وكذلك المبدعين على اتساع طيف الإبداع كل في مجاله وميدانه، وأيضاً كبار رجال الأعمال والمستثمرين. كما تابعنا التخفيضات الهائلة للرسوم في العديد من الدوائر الاقتصادية التي بلغت نسبة التخفيض في بعضها إلى 90 في المئة بينما راجعت وألغت دوائر أخرى رسومها.
كل تلك الجهود والمبادرات التي تقودها الدولة تتمحور حول الغايات السامية المتعلقة بتعزيز التنافسية وترسيخ مكانة الإمارات كوجهة جاذبة بما يخدم رؤيتها ودعم برامجها وخططها الاقتصادية وتحقيق أهداف مئويتها.
 البعض للأسف في جانب آخر من دورة المراجعات التي نتحدث عنها لا زال يراوح مكانه، بل يتسبب في تعطيل غايات الخطط والبرامج الموضوعة من دون إدراك لما يجري حوله، لأنه وبكل بساطة غير مستوعب للآفاق الجديدة المتعلقة بالتنافسيات والبيئات الجاذبة ولا الغايات منها. وفي مقدمة تلك الجهات الشركات العاملة في مجال التأمين الصحي، وهي تتسابق بالمبالغة بأسعار أقساطها وبالذات لمن تجاوز الستين عاماً، وغالبية المستفيدين من الإقامة الذهبية والرخص التجارية يدورون في فلك هذا العمر أو لوالديهم.
نجد أن أقساط بعض هذه الشركات تبلغ للزوجين ممن تجاوزا الستين الخمسين ألف درهم، ناهيك عن باقي أفراد الأسرة. عبء أقساط التأمين الطبي المبالغ فيها تدفع الذين يعانون منها لمراجعة الأمر والبحث عن بدائل أخرى، ودون أن يستفيدوا من المبادرات المقدمة من الدولة.
مبالغات أسعار التأمين الصحي أفرزت سوقاً رمادية تقدم من خلالها بعض الشركات الصغيرة وثائق تأمين متدنية الأسعار، ولكن لا تفي باحتياجات حامليها، فقط من أجل تمريرها ضمن الأوراق والوثائق المطلوبة لاستكمال استخراج «الإقامة»، وهو واقع ليس بخاف على العاملين في المجال، بل أصبحت ممارسة اعتيادية بغض النظر عن تبعاتها عندما يكتشف حامل تلك الوثيقة عند الحاجة بأن لا غطاء تأمينياً له، وعليه التعامل مباشرة وبصورة فورية مع فاتورة احتياجاته الصحية والطبية.
كنت أتطلع لمقاربة من جانب شركتنا الوطنية «ضمان» لأخذ زمام المبادرة وطرح الحلول المعقولة، بعيداً عن مبالغات الأسعار والمضاربات الجارية في سوق التأمين الصحي، مقاربة تدعم توجهات الدولة وبرامجها المتنوعة لتظل الإمارات مكاناً ووجهة مفضلة للجميع.