سائق لبناني يكشف عن علاقة مباشرة بين انفجار بيروت العام الماضي و«حزب الله»، حيث قال إنه نقل شحنات من نيترات الأمونيوم إلى مراكز تابعة للحزب في جنوب لبنان، وأضاف أنه شاهد تحركات مريبة قبيل الانفجار الكارثي، وأن باب العنبر 12 كان سليماً، على عكس ما قيل حول أعطال في البوابة استدعت عمليات تلحيم تسببت في انفجار العنبر.

وبغض النظر عن هذه التصريحات التي أدلى بها هذا السائق لوسائل إعلام لبنانية، فإن وجود رابط بين «حزب الله» وانفجار بيروت متوقع، حيث إن عناصر الحزب والموالين له منتشرون في كل مكان من المرفأ إلى المطار إلى كافة المفاصل في الدولة اللبنانية، وهم يتحكمون في مسارات أمنية حساسة، كما أن علاقاتهم تتيح لهم الوصول إلى معلومات مفصلة حول قضايا حساسة، أي أنه من غير الوارد أن تكون هناك شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم ولا يعلم بها الحزب أو يساوم عليها أو يضعها تحت تصرفه.

مرَّ عام على انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في مقتل نحو 219 شخصاً وإصابة 6500 وتشريد 300 ألف من سكان العاصمة اللبنانية، وتضرر 50 ألف بيت، وفي خسائر قدّرها البعض بـ15 مليار دولار.. تخيلوا هذه الأرقام الصادمة التي تسبب بها هذا الانفجار المدمر الذي إن كان الفساد والإهمال سببه فتلك مصيبة، وإن كان سببه «حزب الله» فالمصيبة أعظم، فذلك دليل على أن هذه المليشيا سببٌ مباشر لكوارث لبنان، من حيث هي قوة تتبع أجندات خارجية لا تحمل أي ولاء للبنان وشعبه.

والمفارقة أن «حزب الله» الذي تحوم حوله شبهات قوية وكثيرة فيما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت، ما يزال يمارس حالة السيطرة على الدولة اللبنانية، وهو يرهن مصير البلد بأكمله لصالح مشروعه الضيق والبعيد كل البعد عن مصلحة لبنان، وعلى الرغم من حجم الكارثة وواقع لبنان المتأزم وقرب انهيار البلد، إلا أن الحزب مستمر في تعطيله للحياة السياسية والاقتصادية وكل ما ينقذ لبنان مما هو فيه.

البنك الدولي صنّف الأزمة اللبنانية على أنها أسوأ من أزمات الأرجنتين واليونان، ويقال إن لبنان يحتاج لما يقرب من 20 عاماً كي يتعافى من وضعه الحالي، كما يقدّر البعض ديونه بأكثر من 90 مليار دولار. ولنتخيل فقط أنه قبيل الأزمة إذا كان يتقاضى موظف 500 دولار، فإنه حالياً يتقاضى ما يقل عن 50 دولاراً، وكل ذلك بسبب تدهور العملة اللبنانية وانهيار النظام المصرفي.

أما الشعب اللبناني فبات قلقاً من تأمين غذائه وحتى حليب الأطفال والدواء، وكل ذلك بسبب ما وصلت إليه البلاد من تراكمات زادها الفساد والتجاذبات السياسية حدة. وهنا في دولة الإمارات ننحاز للشعب اللبناني ونتمنى أن يخرج من عنق الزجاجة، ونتطلع لأن يعيد اللبنانيون إعمار بلدهم ويعود كما كان درةً من درر العرب، ففي مؤتمر «الاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني»، والذي شاركت فيه الإمارات، قالت معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، إن الإمارات مستمرة في دعم لبنان، وتتطلع لأن يشكل حكومةً تبتعد عن التجاذبات السياسية وتعمل على إعادة الإعمار والتخلص من القوى المتطرفة في السياسة اللبنانية بما في ذلك تأثير «حزب الله».

وقالت إن الإمارات قدمت ما يقرب من 120 مليون دولار للبنان خلال 5 سنوات، وسيّرت جسراً من الإمدادات الطبية والإنسانية في الأشهر الأخيرة، ومستمرة في دعم لبنان. هذا الموقف ليس بغريب عن الإمارات التي لطالما وقفت مع الشعوب العربية وساندتها في محنها بكافة الوسائل الممكنة، وعملت جهدها لدعمهم على كافة الأصعدة. *كاتب إماراتي