كل أسبوع يمر، نكتشف طريقة جديدة كان يمثل بها دونالد ترامب تهديداً للديمقراطية الأميركية حين كان رئيساً. ففي يوم الجمعة، 30 يوليو المنصرم، علمنا من خلال وثائق جديدة قدمها مشرعون، وحصلت عليها «نيويورك تايمز» أن ترامب «ضغط على مسؤولين كبار في وزارة العدل في وقت متأخر من العام الماضي كي يعلنوا أن الانتخابات مزورة حتى إذا لم يجدوا دلائل على تزوير واسع النطاق حتى يستطيع هو وحلفاؤه في الكونجرس استخدام هذا في محاولة تغيير النتائج.

وأشار أحد المعاونين إلى أن ترامب طلب صراحة «قولوا فقط إن الانتخابات فاسدة، وأتركوا الباقي لي وللحلفاء في الكونجرس». والجزء الأخير من التصريح هو المحوري. فترامب لم يكن يحاول منفرداً تدمير ديمقراطيتنا، بل تلقى دعماً ومساندة، بعضها جاء من الكونجرس. وهذا امتد ليشمل الناخبين «الجمهوريين»، ومن رحم هذه الروح وُلد تمرد السادس من يناير2021.

فقد توصل استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيباك في مايو أن 85% من «الجمهوريين» يريدون مرشحين للمناصب يتفقون غالباً مع دونالد ترامب. وتوصل الاستطلاع أيضاً إلى أن اثنين من كل ثلاثة «جمهوريين» يريدون أن يخوض ترامب سباق الرئاسة عام 2024. ماذا تطلق على أعضاء حزب- من القمة إلى القاع ومن المسؤولين المنتخبين إلى الناخبين- يصدقون أكاذيب يروجها شخص عازم على تقويض ديمقراطيتنا؟ ماذا تطلق على حزب يستخدم قادته الكذبة كذريعة لقمع أصوات الناخبين الذين يختلفون معهم في الرأي؟

وماذا تطلق على حزب تصدى كثيرون من أعضائه للقاحات تنقذ المجتمع وتحرره في غمرة جائحة، معرضين كثيرين من أنصارهم لفتك الفيروس، وكل هذا من أجل المشاكسة ومناهضة النظام المؤسسي والعلم؟ أنا أطلق عليه حزب تهديد أمن وطني وسرطان في ديمقراطيتنا. الآن، أنا ليبرالي صرف، وصدور هذا عني يبدو كما لو أنه محض حزبية. اتفهم هذا.

فالناس أحيانا يفضلون صدور النقد لهذا الحزب «الجمهوري» من «الجمهوريين» المستائين. أدرك هذا أيضاً، لأن الانتقاد سيبدو أجدر بالتصديق، فيما اعتقد. لكن مالكوم إكس قال ذات يوم «أنا مع الحقيقة بصرف النظر عمن يخبر بها». سمعت بكل الأشياء التي يقولها المعتدلون والمحايدون مثل أن «اللغة المبالغ فيها لا تساعد في شيء وتقصي فحسب الأشخاص الذين كان من الممكن أن يغيروا رأيهم. لا تعتبر شخصا ما تختلف معه ببساطة شريرا. أقم جسورا ولا تحرقها». كان يمكنني تفهم وتقدير كل هذا في وقت آخر. يمكنني تذكر تأثري بمدى قوة حجج «المحافظين» رغم اختلافي معهم.

ويمكنني تذكر الزمن الذي كان فيه الاتحاه المحافظ يمثل توجهاً فكرياً مثل الليبرالية، وكان التوفيق بينهما يمكن التوصل إليه والجمع فيما يبدو بين أفضل ما في الجانبين. لكنني لست واقعاً في أسر أوهام عن ماض رومانسي من غير سوء. لا وجود لزمن كانت فيه السياسة الأميركية دون صراع ونزاع. وهذه ليست المرة الأولى التي تتمزق فيها الأمة بشدة. لقد تناحرنا في حرب أهلية، للأسف. وحرمت قوانين جيم كرو معظم السود الجنوبيين من حق التصويت لثلاثة أرباع قرن. أميركا شهدت أحلك الفصول، لكن يجب علينا ألا نقلل من شأن حلكة الفصل الحالي أو نزينها.

ولا أرى سبيلاً لمواصلة التظاهر بأن هذه ممارسة سياسية معتادة، أي سجال معتاد بين فرقاء أيدولوجيين. لا، هناك شيء خطير وعميق الخطأ. هذا ليس الشيء نفسه الذي كان في الماضي. بل يتعين قول إن الحزب «الجمهوري» الحالي يمثل تهديداً للمجتمع. هذه هي الحقيقة. وحين يكون واحد من الحزبين الكبيرين في البلاد قريب للغاية من حافة السقوط، فإنه يهدد بجذب البلاد معه إلى السقوط. ولذا، لا انتوى معاملة الحزب «الجمهوري» بالطريقة التي عاملته به قبل عشر أو عشرين عاما. فهذا الحزب لم يعد موجوداً وانتهى أمره. ما لدينا الآن شيء لا يمكن التوصل إلى منطق معه.

يتعين علينا التوقف عن وصف الناس الذين يطلقون على هذا الحزب الجمهوري الأوصاف التي يوحي بها وضعه الحالي بأنهم متطرفون ورجعيون ومزعجون، بل يجب علينا وصفهم بأنهم يصفون الحقيقة. لا تطرف في الإخبار بالحقيقة، ومن الخداع أن يغصب المرء نفسه على عدم قول الحقيقة بلا زخرف لأنه يعتقد أن نبرة التصالح ستؤدي إلى إصلاح.

*كاتب أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»

Canonical URL: https://www.nytimes.com/2021/08/01/opinion/republicans-threat-america.html