السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حصة آل مالك.. «المرأة الأكثر تميزاً»

متابعة مستمرة لخطط التطوير والنهضة الشاملة (الصور من المصدر)
6 أغسطس 2021 02:40

هناء الحمادي (أبوظبي)

نشأت في عائلة متماسكة اجتماعياً، ومتمسكة بتقاليد وتراث الإمارات بين والدين متعلمين، كان لهما عميق الأثر عليها، وعلى جميع إخوتها لمواصلة التعليم، سكن في وجدانها منذ الطفولة الشعور بالولاء والامتنان للوطن، وتعشق البحر وتعتبر نفسها أسيرة له، ومنذ الصغر تهوى الرسم والتصميم والأعمال اليدوية، حيث تحظى بخيال واسع لتصميم الفضاءات وإعادة ترتيبها، وكان والدها المحفز الأول لمواصلة التعليم ليكون مجال الهندسة المعمارية، هو الأنسب ليرضي ذلك الشغف الذي بداخلها بالفن والجمال.

تميز مهني
المهندسة حصة آل مالك، مستشار الوزير لشؤون النقل البحري في وزارة الطاقة والبنية التحتية، رئيس رابطة المرأة العاملة في القطاع البحري «أيما»، وأول سفير إقليمي لدي «ماريتايم جلوبال كلوب» التابع لـ «إنفورما ماركتس» في منطقة الشرق الوسط، وتشرف على جميع الأعمال والأنشطة التحضيرية للإدارة البحرية في دولة الإمارات فيما يتعلق بظام التدقيق الإلزامي على الدول الأعضاء في المنطقة البحرية الدولية، وفازت بجائزة «المرأة الأكثر تميزاً» في مجال النقل البحري بالشرق الأوسط وشبه القارة الهندية ضمن جوائز «ماريتايم ستاندرد» لعام 2018، وقد تخرجت في جامعة الإمارات من كلية الهندسة المعمارية عام 2000، الذي كان عام انطلاق الطفرة العمرانية والتطوير العقاري، حيث نشأت معظم شركات التطوير العقاري والمشاريع الكبرى في الدولة.

طموح 
وعن الطموح والتميز الذي تسعى إليه تقول: «بحكم تخصصي الدراسي، كانت وزارة الأشغال في ذلك الوقت هي المكان الأمثل للعمل، فبدأت مسيرتي المهنية كمهندسة ميدانية مسؤولة عن الإشراف على الإنجاز في مواقع العمل، وهذه كانت أول خطوة في حياتي أقتحم فيها مجال عمل يهيمن عليه الرجال، وفي ذلك الوقت لم يكن مألوفاً تواجد المرأة المواطنة في مثل تلك المواقع، غير أن المساندة الكبيرة التي تلقيتها من عائلتي بالدرجة الأولى، ومدرائي في العمل بالدرجة الثانية، دفعتني لمواصلة مسيرتي والتقدم في السلم الوظيفي.

إنجازات 
وتشعر المهندسة حصة بالفخر عندما أشرفت على إنجاز مجموعة من المباني الحكومية المميزة ذات الطابع التفصيلي. وتصف ذلك:«كلي فخر بلمساتي المتميزة التي ساهمت فيها في المركز الثقافي في رأس الخيمة، وما صاحبه من تفاصيل خاصة بتصميم وتنفيذ المسارح، وكذلك مبنى الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة، وغيرها من المشاريع، أيضاً لم يتوقف عطائي عند هذه المحطة، بل تم تكليفي بالإشراف على خطة الإمارات الشاملة للتطوير الحضري في المناطق النائية، والذي يعد نقلة نوعية ومحطة هامة في مسيرتي المهنية، خاصة مع حصولي على شهادة الماجستير في «التخطيط الحضري وتخطيط الطرق» لأنه سمح لي بالمقام الأول إبراز قدراتي ومهاراتي النوعية والتخصصية، كما أنه أتاح لي التعامل مع مشاريع تطوير البنية التحتية على كامل مستوى الدولة، وكلي فخر بما حققته مع فريق عملي من نجاح استثنائي في إنجاز هذا المشروع». وأوضحت: «بفضل كل تلك الإنجازات تم تعييني مسؤولة عن تخطيط وتطوير الطرق الاتحادية بالدولة، وواصلت مسيرتي في تحقيق النجاح، وركزت بشكل كبير على تبني التقنيات الرقمية»، مؤكدة: «أفخر بفوز المشروع الذي أشرفت عليه مع فريقي المتميز «بربط الطرق الاتحادية على نظام إلكتروني موحد» يستطيع عن طريق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تحديد خطط الصيانة والتطوير المستقبلية لشبكة الطرق بالدولة، وبالتالي تخطيط الموازنات المستقبلية، طبقاً للأولوية، وقد حاز المشروع «جائزة أفضل مشروع في إدارة أصول الطرق» على مستوى العالم.. كما أننا تمكنا من ربط جميع الجهات الاتحادية بالدولة مع النظام الاتحادي لنظم المعلومات الجغرافية، والذي يشكل أكبر قاعدة بيانات مكانية معززة بالبيانات التفصيلية للحكومة الاتحادية والتي مكنت الحكومة بجميع مستوياتها من إعادة تخطيط مواردها واتخاذ قراراتها المرتبطة بتنظيم عملها».

أسيرة البحر
محطات النجاح لم تتوقف عند هذا الحد، بل تم نقلها لمواصلة العمل في الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية لتكون مديراً تنفيذياً لقطاع النقل البحري، موضحة في هذا الشأن: «سرعان ما تعلقت بالبحر ووقعت أسيرة لعشقه، ولم أشعر كيف مضت السنوات، ونحن نحقق إنجازاً تلو الإنجاز، أهمها النجاح في الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للمنظمة البحرية الدولية، في (الفئة ب)، والعمل على إطلاق «القانون البحري الاتحادي الجديد»، الذي سيساهم في تمكين القطاع البحري للسنوات القادمة، إضافة إلى قائمة طويلة من المشاريع التي أطلقناها على صعيد تطوير البنية التحتية البحرية في الدولة، والتي تعد من بين الأفضل من نوعها في العالم، لتحتل الإمارات مكانها ضمن المراكز البحرية العشر الأولى عالمياً». 

مواهب أخرى
 رغم المشاغل والتحديات التي تواجهها المهندسة، فإنها تعشق الجمال والفن والإبداع، فمنزلها من النظرة الأولى يعد مركز هوايات ومواهب الفنية، تعشق العطور، وقد أطلقت علامة تجارية خاصة في هذا المجال، ثم يأتي حبها للقراءة، في جميع المجالات الأدبية والتاريخية بجانب العلمية.

الأمومة والعمل 
 حب العطاء في حياة المهندسة حصة لم يكن فقط في مجال عملها، بل كانت هناك أسرتها التي لم تبخل على دعمها وخاصة «زوجها» فقد كان الداعم والمشجع الأول لمسيرة نجاحها، وتقول عن ذلك: «تحدي النجاح ألمهني ودوري كأم لثلاث بنات هنّ أغلى ما عندي في الحياة. كن الداعم الأول والمساند لمسيرة نجاحي كأم، وثانياً كقائدة محترفة في الجانب الوظيفي».

أزمة كورونا
خلال أزمة كورونا لم يتوقف عمل المهندسة حصة، بل كان لابد من الحفاظ على استمرارية العمليات البحرية في موانئ الدولة، ففي الوقت الذي نواجه بانتشار الجائحة تحدياً كبيراً، ارتبك المشهد العالمي لقطاع الشحن البحري بشكل كبير، وكادت حركة التجارية العالمية وسلسلة الإمداد والتوريد أن تتعرض للشلل التام. حيث أوضحت: في دولة الإمارات تمكنّا من ابتكار حلول إبداعية سمحت لنا بالتغلب على تلك الأزمة، ونفخر بأننا كنا الدولة الأولى في العالم التي تسمح بتغيير الطواقم البحرية، ومساعدة الآلاف من البحارة الذين تقطعت بهم السبل على متن سفنهم في عرض البحر. كما كانت الإمارات ملاذاً للآلاف من السيّاح الذين علقوا في سفن الرحلات البحرية المحيطية، وسمحت لهم بالمغادرة إلى بلدانهم في عملية شاركت فيها جميع الجهات الحكومية المعنية بالدولة.

رسالة للإماراتية 
توجّه المهندسة حصة آل مالك لكل إماراتية رسالة تتلخص في عبارة «أنت قدها»: نحن نعيش اليوم زمان تمكين المرأة الإماراتية، وهو التزام تفرضه قيادة الدولة، وتكرسه جميع قدراتها ومرافقها الحكومية والخاصة، لذا، لا يجب أن تفوت المرأة الإماراتية هذه الفرصة التاريخية، ويتوجب على الجميع الإقبال بكل حماس ومثابرة لتحقيق التميز والنجاح.

أفضل مدير
تشعر المهندسة حصة آل مالك بالفخر والاعتزاز لاختيارها أفضل مدير تنفيذي في دولة الإمارات عام 2019، والحصول على «وسام رئيس مجلس الوزراء» لأفضل وكيل وزارة مساعد «مدير تنفيذي»، ضمن جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز في دورتها الخامسة، وحازت شخصية العام 2017 ضمن جائزة للقطاع البحري في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا. 

طموحات المستقبل
طموحات المهندسة حصة آل مالك بلا حدود، تشعر أنّ الميدان مازال مفتوحاً لفرص تطوير القطاع البحري، لذلك تتطلع إلى المساهمة بشكل فاعل في الاستعداد للخمسين، وبناء مقومات الاقتصاد الأزرق الإماراتي المليء بفرص العمل والاستثمار للمواطنين.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©