بدا المشهد مضحكاً بعض الشيء لمراجعي «منصة» أحد مشغلي خدمات الاتصالات في «الخالدية مول» بالعاصمة، وموظفة الفرع تضغط أصابع مراجع على شاشة الجهاز الجديد والمتطور في المكان. تحاول مساعدته بعد أن عجزت الآلة عن قراءة بصمته عقب أن وضع بطاقة هويته في الجهاز الذي عممته تلك الجهة في فروعها كافة، تقريباً، وباتت تعتمد عليه في تنفيذ كل ما يتعلق بحسابات المراجعين من حيث السداد وتغيير الباقات والطلبات، وغيرها من العمليات في إطار التحول الرقمي المتسارع في خدماتها للجمهور. 
 قبل ذلك المواطن كانت سيدة آسيوية تحاول التعامل مع الجهاز دون جدوى، لتسجل واحدة من حالات خذلان التقنية الحديثة، وعدم وجود بدائل غير الانتظار، أو محاولة إنجاز المعاملة المطلوبة عبر التطبيق بعد تنزيله، أو المغادرة على أمل معاودة المحاولة من جديد في موقع وجهاز آخر.
جهد يحسب لتلك الجهات في اعتماد مثل هذه الأجهزة المتطورة، وتركيز عمل الفروع والمنصات المنتشرة في مختلف الأماكن للأعمال التسويقية لأحدث ما تطرحه شركات الإنتاج من الهواتف الذكية، ولكن المطلوب وجود حلول بديلة لمعالجة مثل هذه المواقف، حرصاً على وقت المراجعين ومبادرتهم عند الاستعانة بخدمات الفروع.
 كما أنه جهد يجسد الحرص الكبير من مؤسساتنا على التأكد من أن المتقدم هو نفسه صاحب الحساب منعاً لأي تلاعب أو سوء استخدام للخدمات، ونحن نتابع حالات الاحتيال الهاتفي التي تتتابع علينا من قراصنة المعلوماتية وباستغلال أرقام هاتفية من داخل الدولة وخارجها، ونشهد حالات وجرائم احتيال تطالعنا بها الصحف والمواقع الإخبارية. وتتم كلها في لحظة غفلة يستثمرها المحتال لصالحه وينجح في الإيقاع بضحيته الذي يكتشف متأخراً الثمن الباهظ لعدم التحقق من هوية المتصل. 
في نفس ذلك اليوم تابعنا مبادرة متقدمة من أحد مصارفنا الوطنية، وهو مصرف أبوظبي الإسلامي، باستخدام نظام بصمة الوجه المقدم من وزارة الداخلية، ضمن تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المتحرك للمصرف للتحقق من هوية العميل. وهي خطوة تكاد تتفرد بها الإمارات، وتأتي في إطار المبادرات الهادفة لتعزيز الأمن ضد عمليات الاحتيال، بما فيها الإلكتروني، وتساهم في الحد من تلك العمليات التي تزايدت مؤخراً بشكل ملحوظ لغياب الوعي واليقظة في مواجهة المحتالين، الذين يعملون جاهدين وبشتى الطرق على اختراق حسابات ضحاياهم، وسحب ما فيها من أموال في لمح البصر. مبادرات وجهود مقدرة تتطلب التضافر لإنجاحها لأن فيها مصلحة الجميع.