خلال الأيام القليلة الماضية تداولت مواقع إخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي ومجموعات «الواتساب» تحذيرات شرطة دبي لمديري ومسؤولي المصارف العاملة في الإمارة من عصابة أوروبية، متخصصة في سرقة بيانات مستخدمي أجهزة الصراف الآلي، من خلال وضع قطعة تخترق لوحة مفاتيح الجهاز لتنسخ بيانات المستخدم، ودعت الشرطة في تحذيرها مسؤولي المصارف لليقظة، من خلال التدقيق في كاميرات المراقبة، لرصد أي فعل مشبوه يستهدف تلك الأجهزة والمتعاملين معها.
 شرطة دبي معروفة بيقظتها الأمنية العالية وسجلها الحافل بالمبادرات الاستباقية، والتي جعلت من المدينة والإمارة إحدى أكثر مدن العالم أماناً، امتداداً لواحة الأمن والأمان التي ننعم بظلالها على أرض الإمارات، بفضل ما تحظى به من رعاية واهتمام ودعم لا محدود من لدن القيادة الرشيدة، وأصبحت اليوم معها شرطة دبي مؤسسة أمنية شاملة يضرب بها المثل عالمياً في الأداء، ورسم الاستراتيجيات، وتخريج الكوادر المؤهلة من أكاديميتها المتميزة، وحصول اثنين من ضباطها العاملين في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة على «الاعتماد والاعتراف العالمي كخبيري بصمات عالميين من منظمة الاستعراف الدولية في الولايات المتحدة، ليصبحا أول ضابطين في الوطن العربي يحصلان على ذلك الاعتراف والاعتماد، مما يمكنهما من المشاركة في حل قضايا في مختلف دول العالم، والشهادة أمام المحاكم الدولية في مجال البصمات» ليس سوى صورة من صور المستوى المهني الرفيع العالمي الطراز الذي بلغته وتحقق لها كثمرة من ثمار الاعتناء بمواردها البشرية.
ودبي تستعد لحدث عالمي كبير بحجم «إكسبو2020» وتدفق عشرات الآلاف من السياح والضيوف من مختلف أنحاء العالم، تكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة لجعل زيارة الفعالية والمدينة تجربة سعيدة لزوارها من دون أية منغصات.
 التحذير يشملنا جميعاً ويحمل بين طياته دعوة لليقظة والحذر لرصد أية ممارسة مشبوهة والإبلاغ عنها، وهو دور كل مواطن ومقيم فمسؤولية المحافظة على الأمن تشمل الجميع، ونوع من التقدير والتفاعل مع رجال العيون الساهرة في كل مكان. كما أن التعامل الحضاري الراقي من جانب أجهزة الشرطة جعل الجميع يتفاعل معها، ويعتبر كل فرد في المجتمع شريكاً لها في صون أمن الجميع.
يحمل ذلك التحذير أيضاً دعوة للمصارف لتطوير الأنظمة والبرامج الخاصة بأجهزة الصراف الآلي، بحيث تكشف أية اختراقات من قبيل شرائح نسخ البيانات والمعلومات، فالاستثمار في هذا الجانب أصبح هاجس الجميع في كل مكان.