الإمارات في وجدان العالم، جناح وظل، وسبر وخل، تمضي في الدنا وعياً كونياً تحدق في الوجوه وابتسامة الشهم تجلل الكون برهافة الغيمة، وشفافية النجمة وسلام الأفئدة يطوق الأعناق، ويكحل الأحداق، وفي الأعماق أشواق، ترفرف بأجنحة التوق إلى عالم يتحرر من الغبن والشجن، وشعوب ترفل بثوب الفرح، يزملها شرشف التفاؤل وهي في الطريق إلى المستقبل، والرسالة هي أن نعيش معاً على ظهر كوكبنا، مفعمين بحب وحدة الوجود، ولا غير الحب يجمعنا، نرتل من خلاله أنشودة الوئام، والتصالح مع النفس، ذاهبين إلى الحياة بقلوب ملأى بعذوبة الأنهار الصافية والمبادئ الإنسانية التي جبل عليها الطير والشجر. هكذا شاهدنا، وتابعنا استقبال سيباستيان كورتس مستشار جمهورية النمسا الاتحادية في فيينا، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هكذا لمسنا عظم الإمارات في ضمير العالم، هكذا عودتنا القيادة الرشيدة كيف تكبر الأوطان عندما يلفها الحب، ويطوقها الوعي بأهمية أن نكون كباراً في التحامنا بالعالم بحبل المودة، وتحيطنا الثقة بالنفس، ويؤازرنا الثبات في المواقف الكبرى، وتضمنا المكانة العالية في عقل العالم.
هكذا نجد أنفسنا عند هامات النجوم ونحن نكحل عيوننا بإثمد هذه اللقاءات الحميمية، وهذا التواصل المنمنم بنقوش الدفء والحنان، بين بلدنا والآخر الذي يفخر، ويعتز بعلاقتنا به، ويرفع الراية البيضاء لقيادة مدت أشرعة السفر من أجل توسيع حدقة الأحلام، ومن أجل السارية إلى حد السحابات العالية، ومن أجل أن تصبح سبورة العالم من دون خربشة صغار لا يستوعبون معنى أن يكون العالم تحت سقف خيمة واحدة، يؤمهم التعاضد، والتضامن، والانسجام، وتجمعهم كلمة واحدة وهي أننا في الكون جنس واحد، واسم واحد، ومطلب واحد، هو أن نعيش متعانقين مثل أغصان الشجرة الواحدة، متكاتفين، ضد النائبات، وعوارض الزمن.
هذه هي الإمارات دوماً، وأبداً، هي في الطريق إلى الأحلام البهية، تمسك بزمام المعرفة، وتتحدى نفسها كي تحقق أمنيات الإنسان في كل مكان، وتنجز مشروع الألفة الكونية بجدارة الأوفياء، وقدرة النجباء، وذكاء النبلاء، وفطنة الناس الذين يحبون الحياة من دون غبار، ولا سعار.