شهد السادس والعشرون من يوليو انطلاق فعاليتين من تنظيم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الأولى بحثت في أمر العلاقة بين مراكز الأبحاث الوطنية والإعلام الوطني، أما الثانية فقد تناولت تحديات تطوير واستقطاب الموارد البشرية من قبل المراكز البحثية.

جلستا الملتقى الأول مثلتا ورش عمل حقيقية، ومقدار المكاشفة الذي عبر عنه المتحدثون باتجاه تطوير علاقة تكاملية بين الإعلام الوطني والمراكز البحثية الوطنية أولاً باتجاه تقديم محتوى يرقى بمستوى الرأي والمعرفة التخصصية وموضعة الإعلام الوطني بشكل أكثر تنافسية مع المصادر الأخرى للخبر أو الرأي وطنياً أو اقليمياً.

ما قُدم من أفكار وتساؤلات كثير، إلا أن ضرورات التمكين الاستراتيجي تحتم أن يستمر القائمون على الإعلام في محاولة جسر الهوة عبر تطوير الآليات المناسبة أولاً عبر بناء قاعدة بيانات رقمية من قبل الإعلام لمصادر الاختصاص في المراكز البحثية الوطنية، والإقليمية والدولية. وبذلك سوف يرقى الإعلام المرئي / الورقي / والرقمي بمحتواه والمنافسة، وعلى المراكز البحثية الوطنية توفير مختصين لديها لتغطية احتياجات الإعلام في الممكن من الملفات إنْ لم يكن كلها، وتقديم المشورة في المصادر الإقليمية أو الدولية للإعلام الوطني.

مراكز الأبحاث الدولية تعد أحد أهم روافد الموارد البشرية للمؤسسات الوطنية في دولهم، وهي كذلك مستقر موظفي الدولة بعد خروجهم من الخدمة، ونتيجة لهذا التناضح العكسي في نقل الخبرة والمعرفة، فإن هذه المراكز تبقى على اتصال مستمر وحيوي مع دوائر صنع القرار.

وغالبا ما ينتقل بعض الباحثين المختصين للعمل في وزارات دولهم ومؤسساتها. مركز تريندز أسس لواقع جديد، قد يبدو للبعض أنه تحد يفوق حجمه، إلا أنه التحدي المناسب، فمن خلال اعتماده تطوير باحثي المستقبل من الشباب، فإنه لا يستعجل أو يختزل عملية التراكم الكمي اللازم في تطوير باحثيه من الشباب، فاستراتيجيته تعتمد على التعميد بالتجربة والممارسة لا المنهج النظري المتكلس.

هذه الطاقات الشبابية عبر تمرسها في مجالات البحث المختص والعلاقات الدولية قد تمثل مستقبلا أحد الروافد لوزارة الخارجية وأخرى في الدولة ذلك بالإضافة لمؤسسات أخرى في مجالي الاقتصاد والمال. وما أظهره الباحثون الشباب من حماس وثقة بالنفس خلال فعاليات المنتدى الثاني يجب أن يُعد مصدر فخر لمركز تريندز، وبأن استراتيجيته في تنمية الموارد البشرية ذاتياً هي على المسار الصحيح.

وإن كانت هناك ملاحظة لعموم المراكز البحثية الوطنية، فهي أن تكون أكثر استقلالية في مشاريعها البحثية عن الموقف الرسمي لدولها، وأن تجتهد أكثر في أمور الاستشراف الاستراتيجي بدل الانغماس بشكل كلي في تسبيب مواقف دولها. فذلك سيمثل الطريق الأمثل في تنمية مواردها البشرية ذاتياً، وكذلك في قولبة الشخصية البحثية، وأهم المبادئ التي يقوم عليها البحث العلمي أو إعطاء الرأي، فالمصداقية يجب أن تكون على رأس كافة معايير منهجياتها.

* كاتب بحريني