بمناسبة تنظيم الألعاب الأولمبية لطوكيو، يُطرح النقاش من جديد: هل ينبغي فصل الرياضة والسياسة؟ بيير دو كوبرتان، مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، كان قد أكد على مبدأ الفصل التام بين الرياضة والسياسية. والحال أنه هو نفسه كان قد سطّر هدفاً سياسياً يتمثل في: تهدئة العلاقات الدولية. 
الألعاب الأولمبية الأولى لأثينا في عام 1896 لم تكن عالمية بتاتاً، إذ شارك فيها أقل من 300 رياضي ينتمون إلى 13 دولة، 11 منها أوروبية واثنتان من أميركا الشمالية. 
وفي 1912، شاركت كل القارات لأول مرة في الألعاب: أستراليا ونيوزيلندا عن أوقيانوسيا، واليابان عن آسيا، ومصر وجنوب أفريقيا عن القارة الأفريقية. وفي 1916، حالت الحرب العالمية الأولى دون إجراء الألعاب. ثم استُأنفت في 1920 بشرط واحد، ألا وهو: منع البلدان المهزومة في الحرب من المشاركة حتى لا تستعيد عن طريق الرياضة الهيبة التي خسرتها على الصعيد العسكري. 
ومثّلت ألعاب 1936 الأولمبية في برلين رمز الخلط بين الرياضي والجيوسياسي. ذلك أن هيتلر كان يريد أن يجعل منها نصراً للنازية. وبهذه المناسبة أُنشئ ملعب، وأدى 100 ألف شخص التحية النازية فيه: كل شيء من أجل مجد «الفوهرر»! ولكن الأميركي-الأفريقي جيسي أوينز أفسد فرحة هيتلر وحرمه من نشوة الانتصار. ذلك أن الميداليات الذهبية الأربع التي حاز عليها نسفت نظرية تفوق العرق الآري التي يؤمن بها. وفضلاً عن ذلك، نسج «أوينز» علاقة صداقة مع الرياضي الألماني «لوتز لونغ»، الذي شارك في مسابقة رياضة القفز الطولي، مبرزاً أن أشخاصاً من ألوان مختلفة يمكن أن يكونوا أصدقاء. 
وفي 1940، أُلغيت ألعاب طوكيو بسبب الحرب العالمية الثانية ولم تُستأنف إلا في 1948 في لندن. وفي 1952، في هلسينكي، شارك الاتحاد السوفييتي لأول مرة في الألعاب الأولمبية بعد أن كان يندد بها ويصفها بـ«الألعاب البورجوازية». فقد وجد أنه ربما هناك وسيلة للتفوق والإشعاع أيضاً في الملاعب الرياضية، ولكن السوفييت كانوا يخشون أن يختار رياضيوهم الحرية وألا يعودوا إلى البلاد. وفي زمن لم تكن فيه القريتان الأولمبيتان مختلطتين أُنشئت قرية أولمبية ثالثة من أجل الاتحاد السوفييتي حتى لا يخالط الرياضيون السوفييت الرياضيين الغربيين. 
وفي 1960، كان الإخفاق بالنسبة لفرنسا: خمس ميداليات، ليس من بينها أي ميدالية ذهبية. الجنرال ديغول، الذي لم يكن معروفاً بشغفه بالرياضة في الواقع، وكان يرغب آنذاك في إعادة بناء هيبة فرنسا، رفض رؤية بلاده تتعرض للإذلال، فأعاد تأسيس سياسة رياضية فرنسية حقيقية. وقد ظل رسم كاريكاتوري شهير بهذه المناسبة يظهر فيه ديغول مرتدياً حذاءين رياضيين وبذلة رياضية وهو يقول: «في هذا البلد، ينبغي أن أقوم بكل شيء بنفسي».
وفي 1964، ذهبت الألعاب إلى طوكيو، وقررت اللجنة الأولمبية الدولية استبعاد جنوب أفريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري الآبارتايد. وقد لعبت الرياضة دوراً مهماً جداً في محاربة الأبارتايد. ذلك أن البلدان الأفريقية، التي باتت تشارك بأعداد كبيرة في الألعاب الأولمبية بعدد تحررها وإنهاء الاستعمار، كانت تحتج على مشاركة جنوب أفريقيا. فاستُبعدت هذه الأخيرة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية قبل أن تُستبعد من قبل الأمم المتحدة لاحقاً. 
ألعاب المكسيك في 1968 تميزت بقبضة اليد المرفوعة من قبل تومي سميث وجون كارلوس للاحتجاج على حال السود في الولايات المتحدة. فكان جزاؤهما المنع من المشاركة في الألعاب الأولمبية وتشويه سمعتهما لدى عودتهما إلى الولايات المتحدة قبل أن يعاد لهما الاعتبار لاحقاً. وقد طبعا تاريخ بلدهما وفعلاً الكثير من أجل انعتاق السود والنضال من أجل المساواة في الحقوق. 
وفي 1980، كان من المفترض أن تجرى الألعاب في موسكو نظراً لأنها مُنحت لها في 1973 في ذروة الانفراج بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة. ولكن غزو أفغانستان من قبل الاتحاد السوفييتي حدث في غضون ذلك، فقرر الرئيس الأميركي جيمي كارتر منع الوفد الأميركي من المشاركة فيها. وعلى خطى الولايات المتحدة سارت عدة بلدان أوروبية وغربية، ما أدى في نهاية المطاف إلى مقاطعة كبيرة للألعاب وسمح للاتحاد السوفييتي بتحقيق نجاح كبير من حيث رصيد الانتصارات.
وفي 1984، قاطعت كوريا الشمالية وبعض البلدان مثل كوبا، بدورها، ألعاب سيؤول. وفي 1992، مثّلت ألعاب برشلونة عودة الطابع العالمي للألعاب مع إعادة إدماج جنوب أفريقيا بعد تفكيكها نظام الأبارتايد. ومنذ ذلك الحين، لم تعد هناك مقاطعة للألعاب، ولا حين نُظمت في بكين في 2008، أو لاحقاً في لندن، وريو دي جانيرو، وطوكيو هذه المرة. 
إن الألعاب الأولمبية تجسّد العالمية: إذ أن كل البلدان ممثَّلة فيها، وكذلك كل الأنواع الرياضية، تقريباً. والقرية الأولمبية مكان يلتقي  فيه العالم كله. وبالطبع، ستكون الألعاب هذا العام أقل بهجة بسبب الظروف الصحية الراهنة، ولكن حقيقة أن الألعاب أُجريت تظل مهمة جداً.