كلمات فاضت بحكمة قائد، وفطنة محب، وحنكة أب أصبح الوطن في وعيه الملاذ والموئل، والحضن، والحصن، يرعاه ويحميه برفقة جيل تكلل بالعلم وتتوج بالمعرفة وساد الميادين ليصبح الوطن شمعة القلب، وشعلة العقل، وقنديل الزمان، وسراج المكان.
بكلمات مفعمة بالود، فاض بوحه بما يجعل العلاقة بين الحاكم وشعبه علاقة النهر بالأشجار، علاقة الأجنحة بالطير، علاقة الأغصان بالثمر، تلك هي سجية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي وهب نفسه سخية من أجل أن يصبح الوطن واحة، والشعب شراعاً يهفو في المحيط، سعياً إلى أفق أوسع من قبعة السماء، وأرفع من أفنية الفضاء، قائد بهذه الشيمة، وهذه القيمة، لا بد وأن يحظى بجيل سمته التفوق، وصفته الطموحات العالية، وقدرته تفوق طاقة الشمس في نورها، وميزة النجوم في تلألئها، حلم يقع ما بين الرمش والرمش، يرفرف، ويهفهف، ويجعل الرؤية في أقصى حالات الوضوح، تجاه واقع يمضي قدماً نحو الرقي، ويقطف من ثمرات العز، أنضجها، وأحلاها، وأعذبها، واقع تقاد جياده بلجام من أجادوا ترويض المصاعب، وتحييدها، وجعل الملمات دروساً للجودة ومواعظ وعبراً، لجيل أنيطت به مهمة التعلم من دون كلل أو ملل، وهو يضع على عاتقه مسؤولية وطن، والنهوض به، والارتقاء بشأنه، وفنه، ليصبح في العالمين، نجماً تتبع أثره الكواكب، وتسير في فلكه، والناس في محيطه، عيون تتعقب، وآذان تترقب، وعقول تتحسب وقلوب تسهب في حبه كلفاً، وتلفاً.
هذه هي الإمارات، قادتها نياط القلب، وأبناؤها أوردة تدفق الدم نبضاً حيوياً، وجداول نمو وتطور، وازدهار، وأثمار، هذه هي الإمارات في الزمان رهان على الإنسان، وفي المكان حقل يترعرع بأحلى الأشجان، فصولها حبات مسبحة بين أنامل عشاق أحبوا التأمل، وأنسجوا في الحياة، منتمين إلى أخلاق النجوم، منضوين ضمن سجايا الموجة وهي تلون الماء بالبياض، وتغدق السواحل بأحلام التنوير وتمضي، الإمارات رخية، رضية، بهية، زهية، طموح أبنائها قصيدة عصماء، لا فيها خلل القافية، ولا يعتريها زلل الوزن، إنها في القاموس الحضاري مصباح منير، له في أبجدية الحياة، جذر، وسبر، وحبر، وخبر يسر المحبين، ويكسر شوكة الحاقدين، ويبقى في الأنام نبراساً، لا ينطفئ له وهج، ولا يخبو له نهج.