«نريد أن يكون كل رياضي قادراً على بذل قصارى جهده»، هذا ما أعلنته اللجنة الأولمبية اليابانية، قبل بدء دورة طوكيو، بعد أن سبق وقالت، إن الهدف هو إحراز 30 ميدالية ذهبية في هذه الدورة، أي ما يقرب من ضعف أعلى مستوى لها على الإطلاق، وهو 16 ميدالية ذهبية. ومع انطلاق الدورة تطمع اليابان في الدخول ضمن الدول الخمس الأولى في جدول الميداليات.
التحديات التي واجهت الحكومة اليابانية واللجنة المنظمة للأولمبياد، أكبر بكثير من تحدي أبطالها للزمن والمسافة والوزن في تلك الألعاب، فقد تجاوزت الخسائر المادية المتوقعة 15 مليار دولار، بسبب «كوفيد- 19» والتأجيل لعام، وانسحبت شركات راعية، ورفض أغلبية الشعب إقامة الدورة.
 وزاد «الطين بلة» أن طوكيو 2020 تقام منافساتها في أجواء حارة وعالية الرطوبة، لدرجة أن اللاعبين لا يتحملون لمس الرمال في مباريات الكرة الشاطئية، حتى إن ماكوتو يوكهاري، أستاذ البيئة والتخطيط الحضري بجامعة طوكيو ومستشار اللجنة المنظمة، قال العام الماضي: إن الجمع بين درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة يجعل العاصمة اليابانية «أسوأ مدينة مضيفة في التاريخ»، وكانت طوكيو استضافت دورة الألعاب الأولمبية عام 1964 في شهر أكتوبر، حيث كان الطقس أكثر برودة وجفافاً.
على الرغم من ذلك، التف اليابانيون خلف أجهزة التليفزيون، لمتابعة الدورة باهتمام، بعد أن بدأ الرياضيون اليابانيون في جمع الميداليات، ووصل الرصيد حتى صباح أمس إلى 8 ميداليات، 6 منها ذهبية، كما أن قوة المنافسات الرياضية وتنوعها جذبت الأنظار، ولأنه لا شيء مؤكد في الألعاب، فإن المفاجآت أضافت الإثارة، ومنها مفاجأة السباح التونسي أحمد الحفناوي بطل سباق 400 متر حرة، الذي شارك في الحارة رقم 8 بعيداً عن الأعين وعن المنافسين وعن الترشيحات.
أتوقف في الألعاب الأولمبية عند إنجازات الأبطال والأرقام التي تسقط، سواء عالمية أو أولمبية، ودائماً ما تدهشني القدرة البشرية، وأضيف من دورة طوكيو رقماً توقفت عنده كثيراً، وهو رقم يتعلق بصناعة الميداليات الأولمبية التي توزع على الرياضيين، فقد صنعت جميع الميداليات باستخدام المعدن المعاد تدويره، من 6.21 مليون من الهواتف المحمولة المستعملة و79.985 طن من الأجهزة الإلكترونية الصغيرة المتنوعة «بما في ذلك المزيد من الهواتف» تم التبرع بها في حملة استمرت لمدة عامين على مستوى اليابان، والميداليات مغطاة بأنواعها المختلفة بـ32 كجم من الذهب و2200 كجم من البرونز و3500 كجم من الفضة، وصنعت الميداليات الذهبية بالفعل من الفضة المطلية بالذهب.
** نحن الآن بالفعل في اليابان.. العالم الآن بالفعل في اليابان!