أريدُ أن أتحدث مع «بيرني» حول مواضيع كثيرة، عن عرض أزياء بالينسياغا، وعن المغنية بريتني، والنجمة دوا ليبا، والعدّاءة شاكاري ريتشاردسون، وعن المنزل العائم لسيناتور ولاية فرجينيا الغربية «الديمقراطي» «جو مانشن»، وعما إن كان يفضل الفجل الأحمر أو الأبيض على طبق السمك المفروم، وعن حال الرأسمالية، وعن الثمن الباهظ لبعض أنواع حقائب اليد النسائية.
جلسنا في مطعم «هنريز داينر» بمقاعد صفراء تذكّر بالزمن القديم، ثم أخرجتُ مجموعة كبيرة من الأسئلة. وحين لمحها بعين الارتياب، سألني بلكنة أهل بروكلين: «هل تنوين إلقاء خطاب؟».
ثم وضع يده في جيب قميصه وأخرج ورقة، عبارة عن قائمة بعناصر خطّها بيده. إنها الأشياء الوحيدة التي جاء من أجل التحدث عنها. 
في سن التاسعة والسبعين، بيرني ساندرز رجل صاحب مهمة، تركيزه منصب على قائمة تمثّل تريليونات الدولارات من الإنفاق الحكومي الذي يعتبره أساسياً. وحين أشردُ عن الموضوع وأنتقل إلى موضوع أخرى، يشير السيناتور بأصبعه إلى ورقته أو يلوّح بها أمام وجهي.
«مورين، دعيني أوضّح لك ما نحاول القيام به»، يقول ساندرز، مضيفاً «إننا نشتغل على ما أعتقد أنه أهم تشريع بالنسبة للأسرة العاملة منذ الثلاثينيات». 
ساندرز، الذي لطالما كان مثّل الغريب في العاصمة واشنطن، والرجل الذي كتب مذكّرات يفتخر فيها بكونه قادما من خارج واشنطن، يعترف بأنه من الغريب أن يكون المرء عضوا مهما من «المؤسسة». وبوصفه رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ، فإن ساندرز «الاشتراكي الديمقراطي» هو الذي يقود المبادرات الآن في غرفة التحكم. 
لقد غيّر النقاشَ كله في عاصمة البلاد. إنه الرجل الذي يسعى إلى إعادة حزبه إلى جذوره في الطبقة العاملة وتوجيه الرئيس جو بايدن في اتجاه أكثر شجاعة وتقدمية. 
من الرائع القول إن رئيساً وسيناتوراً يقتربان من الثمانين، رجلان قُلل من شأنهما لسنوات في الدوائر الديمقراطية، يتّحدان ويشكلّان فريقاً الآن لتحويل البلاد. إنه عرض بيرني وجو!
يؤمن ساندرز بأن الطريقة الوحيدة لإصلاح الضرر الذي تسبب فيه دونالد ترامب والترامبية تكمن في إظهار أن الحكومة قادرة على إنجاز أشياء، وبأن السياسة الجيدة يمكنها أن تتغلب على نظريات المؤامرة والأكاذيب. 
«بصراحة، كنت أتمنى أن أتنافس ضده».
ورغم خروج ترامب من الرئاسة، يشعر ساندرز بأننا ما زلنا على شفير الهاوية إذ يقول: ينبغي على الديمقراطيين أن يتحدثوا عن معاناة الطبقة العاملة البيضاء، وهو شيء «لا يستوعبه أحيانا جزءٌ من النخبة الديمقراطية تماما». وأضاف: «ينبغي أن نأخذ الأمر إليهم. إنني أنوي، حالما أجد ثلاث دقائق، البدء في الذهاب إلى عالم ترامب والبدء في التحدث مع الناس». 
ويقول ساندرز إن الرئيس يعود إليه الكثير من الفضل في النظر إلى الميزانية ليس كأرقام على جدول فحسب، وإنما كفرصة لإعادة تشكيل الهوية الأميركية. 
«من ينكر حقيقة الأشياء التي ينكب عليها؟»، يقول ساندرز، وهو يتناول بيضا على شطيرة خبز أبيض. «هل ينكر أي أحد أن نظام رعاية الأطفال عندنا، مثلا، كارثي؟ وهل ينكر أي أحد أن مرحلة ما قبل الروضة غير ملائمة تماما أيضا؟ وهل ينكر أي أحد أن ثمة شيئا عبثيا كون شبابنا لا يستطيعون تحمل كلفة الذهاب إلى الجامعة أو أنهم يغادرون المدرسة وهم مثقلون بالديون؟ وهل ينكر أي أحد أن بنيتنا التحتية أخذت تنهار؟ وهل ينكر أي أحد -- باستثناء الأشخاص المناوئين للعلم -- أن تغير المناخ حقيقة؟ وهل ينكر أي أحد أن لدينا أزمة كبيرة في الرعاية الصحية؟ وهل ينكر أي أحد أننا ندفع أعلى الأسعار في العالم مقابل أدوية الوصفة الطبية؟ وهل ينكر أي أحد أن لدينا أزمة سكن؟ وهل ينكر أي أحد أن نصف السكان يعيشون من راتب إلى راتب؟».
ساندرز، الذي تحدث عن إنفاق ما يصل إلى 6 تريليونات دولار على حزمة المصالحة، يقول إنه لن يدعم مشروع قانون بقيمة تريليوني أو ثلاثة تريليونات دولار. «إنه منخفض جدا». 
وأنا جالسة قبالة ساندرز في هذا المطعم الصغير بهذه البلدة الصغيرة، وجدتني أفكر في كيف أصبح هذا السياسي البالغ من العمر 79 عاما أيقونة الثقافة الشعبية، محبوبا من قبل الشباب الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين، وموضوع غلاف عدد هذا الشهر من مجلة «فانيتي فير» كصديق لنجمة أغاني البوب دوا ليبا، وكان مصدر إلهام لعرض أزياء «بالينسياغا» في باريس في 2017. 
ويقول ساندر إنه لو لم يكن سيناتورا، ربما كان سيريد أن يكون شيئا ما في الإعلام، يساعد الصحافيين على التقرب من هموم الطبقة العاملة وتعريف مصطلحات سياسية بشكل صحيح مثل مصطلح «ليبرالي» إذ يقول: «إن الليبراليين يريدون فعل أشياء جيدة. والتقدميون يدركون أن عليك أن تجابه المصالح الخاصة القوية من أجل تحقيق ذلك». 
وقبل أن يغادر السيناتور لإجراء بعض المكالمات الهاتفية، عاد إلى قائمته مع توجيه أخير: «اشرحي للناس ما نحاول تحقيقه». 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز» 
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2021/07/10/opinion/bernie-sanders-interview-maureen-dowd.html