الإمارات بنظامها الصحي المسبوك بالوعي، وحنكة الممارسة، وبإجراءاتها المنضوية تحت سقف الاحترازات الصحية الواثقة، وبتضحيات رجالها المخلصين، الذين وقفوا في الصفوف الأولى لمواجهة أعتى وأشرس وباء حل بالعالم منذ الحرب العالمية الأولى، وبثقافة نسجت خيوط سلوكها من حرير الإحساس بالمسؤولية، والالتزام الأخلاقي، والاتكاء على خاصرة قيم وطنية ثابتة، وراسخة، وصارمة لا تقبل الترهل ولا التساهل، ولا الإهمال، ولا الغفلة، ولا السهو. كل هذه العناقيد الصحية هي التي رفعت كعب الإمارات، وأسقطت جحافل الجائحة في سلة المهملات، وجعلت الإمارات في منأى عن تفشي مرض أطاح بدول، وهدم صروحاً، ودمر أبنية، ومزق قلوباً، وفرق أحباباً، وطرق أبواب مشاعر بمطارق العنف، وبلا هوادة. اليوم عندما ننظر إلى الخارطة العالمية نجد بلادنا تقف على القمم الشم، تغرد باسم الإنسانية، وترنو إلى الغيمة فإذا بها تحط رحالها في المضارب المدهشة، وتضع قطرات البلل على سنابل النشوء محتفية بنجاح منقطع النظير، حققته الإمارات في مجال الوقاية، والعلاج، بفضل قيادة كرست الجهد، والبذل من أجل أن نبقى دوماً في الأرض قمة جبل، وفي السماء نجمة تلقي ببريقها على العالم، وتنثر التفاؤل عناقيد أمل، وتنشر أخبار النجاح، ليرفع العالم رأسه على بؤرة ضوء في آخر النفق. اليوم تنجز الإمارات مشروعها الاقتصادي بتأنٍّ، وظَفَرٍ، وتمضي في الوثبات، بلا توقف، لأنها لا ترى في الوجود غير الأمل، ولا تنظر إلى الحياة إلا من خلال مصابيح الطموحات العملاقة، والتي تفجر في الضمير ينابيع الفرح، وقوة المواجهة مع العقبات، والعراقيل، مما يجعل النجاح سهلاً، طيعاً، ويجعل الوصول إلى الأهداف مسألة وقت لا غير، ويجعل تحقيق ما يصبو إليه العقل مجرد فكرة يطرحها المرء، ثم يبدأ في التمحيص، ثم التنفيذ، ثم يرتفع البناء عالياً وعلى هامته ترفرف قماشة الحلم، محمولة على سارية بصلابة الإرادة القوية، والعزيمة الجلدة.
نحن الأقوى، قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو يمسك بتلابيب العزيمة، ويرفع راية الحقيقة، والحقيقة هو الإنسان الذي يحكم قوانين الطبيعة بعقل فريد، وفكرة راجحة.