عدد اليوم
عبر التاريخ المعاصر، مرت البشرية بالعديد من التحديات قصيرة وطويلة المدى، نتيجة لأنماط الإنتاج والاستهلاك. النفايات وإدارتها كتحديات واسعة في أبعادها الاستراتيجية، مثل البركان الصامت، وجهان في اتجاهين متعاكسين، بين ثروات اقتصادية هائلة مثل لهب الحمم البركانية. أو الأخطار الزاحفة مثل الرماد البركاني الذي يهدد حياة الإنسان والبيئة والتنوع البيولوجي.
تشير الإحصاءات إلى أن العالم ينتج أكثر من ملياري طن من النفايات الصلبة سنويًا، ومن المتوقع أن يقفز إلى حوالي 70 في المائة بحلول العقدين المقبلين إذا لم يتم اتخاذ تدابير عملية وعاجلة. لذلك فإن إدارتها من حيث التخلص منها أو إعادة التدوير تعد من أبرز التحديات الاقتصادية والبيئية والمالية التي تواجه العالم نظراً لتزايد حجمها والتي أصبحت متصاعدة وتشكل عبئاً وخطراً كبيراً له آثار بيئية وصحية واقتصادية.
لذلك يختلف مستوى مكوناته حسب مصدره سواء كان زراعيًا أو استهلاكيًا أو كيميائيًا أو صناعيًا أو طبيًا أو إلكترونيًا أو مشعًا. وفقًا لذلك، تختلف مستويات السمية والمخاطر وقابلية إعادة التدوير. بشكل مختلف، يتم التخلص منها إما بطريقة منظمة صحية أو عشوائية، من خلال مكبات النفايات المفتوحة، أو المطامر، أو المحارق، أو التسميد، أو إعادة التدوير.
لذلك، وفي سياق أهميتها كمورد استراتيجي بآفاق واعدة، فقد أثار جدلاً دوليًا حول تأثير جمهورية الصين الشعبية على مسارات التحول نحو اقتصاد دائري داخل الدول الصناعية والكيانات الدولية من خلال صعودها، كمركز عالمي لإعادة التدوير، من خلال استيرادها للنفايات، وتصديرها كمنتجات. لذلك، تعد إدارة النفايات وتدويرها واحدة من تريليونات الأسواق الاقتصادية الواعدة التي من المتوقع أن تنمو بمعدل سنوي مركب يزيد عن 5.5 في المائة خلال السنوات القادمة. في سياق التحليل التطلعي، أن تقديرات حجمه في المستقبل قد تكون متواضعة. يأتي ذلك في ظل اليقظة المستمرة للأنظمة الصحية في مواجهة جائحة كورونا، وعدم اليقين بشأن مستقبل الأوبئة ومكافحتها، والمسارات العالمية نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر. وذلك، على سبيل المثال لا الحصر، ما هو حجم نفايات مركبات النقل التي تعمل بالاحتراق الداخلي، والتي سيتم استبدالها في غضون عقد من الزمن. بجانب حجم النفايات الطبية وغيرها الناتجة عن عدم اليقين.
باختصار، في كثير من الحالات، لم تعد النفايات مصدر إزعاج، ولكنها مادة قيمة يجب إعادة استخدامها وإعادة تدويرها أو استعادتها بطريقة ما. وإلا لما رأينا الأبعاد والخطط الاستراتيجية للدول الصناعية والكيانات الدولية بطريقة تنافسية. إنه بالتأكيد يعبر عن محتوى مستقبلي بآفاق اقتصادية واسعة وواعدة.
