- هذا العيد الكبير الثاني الذي يمرُّ علينا ونحن محتسبين رهين كوفيد وتحولاته وتداعياته، ولا نرى هناك أي نفق في آخر الممر، لكن إرادة الإنسان هي التي ستنتصر في النهاية، وانحيازه للحياة والعيد والفرح هي التي ستغلب كل الأشياء، فقط ندع الرهان على الوقت.
ــ عيد مبارك وسعيد هو عيدكم، عيد تتجلى فيه فرحة الوطن، وبسمة القائد، وبهجة الناس، عيد خال من الشجن، مفعم بالخير، وجالب المسرات لإمارات المحبة والتسامح والعطاء، ولأهلها الذين ما برحوا بالإحسان معرفون، وبالطيبة يتصفون.
- من الأشياء القديمة التي كانت في عيدنا، ونظل نستفقدها كل عيد، مراجيح البنات تلك التي كانت تتدلى من شجرة أو منصوبة جنب جدار البيت، وتتأرجح الطفولة ناثرة البراءة عطراً في المكان، وذلك الـ«روليت» البدائي الذي كان يقيمه أحد المقامرين فرحة بالعيد، وهدية الفوز كانت«قوطي عنص» أو «باسكوت»، أو علبة «شلّك أو شرّشار» نص درزن أقلام حبر ناشف، نظارة شمسية رخيصة، عطر بو طيره!
- تغيب الطفولة في كل العام، لكنها تحضر في العيد، لما الطفولة حاضرة تذكر، وتتذكر في العيد وتفاصيله، لما هي مرتهنة بوقت الصغر البعيد، في حين تغيب عن عمر العشرين والثلاثين والأربعين القريب، هو ما يفعله العيد أن يوقظ ذاكرة الصبا، ويجعلها تحوم، مثلما كان الصبي يحوم حول بيوت من طين، وسكيك مسيجة بالنخيل، وتلك الفرحة البادية على الناس، وتستوطن قلوبهم الطيبة.
- جميل أن ترى العيد في بلدان مختلفة، فلكل مكان بهجته، وعلى الإنسان الهارب منه عيده أن يتبع فرحه في كل مكان، فلعل في البُعد ملتقى، وفي التجوال سعادة مختبئة.
- بعض الناس يكتبون بأنفسهم الشقاء لأنفسهم، فلا يعرفون فرحاً، ولا يدركون مسرة، تجدهم يبحثون في الثقوب الصغيرة عيوباً، ليقتلوا ضحكتهم، وضحكة من حولهم، يمكن أن ينفخوا في كل شيء ليصبح جحيماً حولهم، عثرة طفل في البيت يمكن أن تسرق فرحهم، غياب خادمة من المنزل يمكن أن يسرق ضحكتهم، حادث سيارة بسيط يمكن أن يجعل من ضوء عيدهم حالكاً، نقصان شيء من حاجيات المنزل يمكن أن يجعلوه سبباً لعيد جاء ناقصاً، وبحال بائس.. لِمَ البعض يريد أن ينقص من فرحة عيده الكبيرة، بأشياء صغيرة؟
- للأصدقاء في جهات الدنيا الأربع، للغالين في كل مكان، للطيبين وتفاصيلهم التي على البال.. للجميع كل عيد، وأنتم أجمل وأسعد! كل عيد وهو يزهو بكم، وبغيبة بعضكم التي طالت.. لكم جميعاً الود والحب والورد.