هذه الواحة الجبلية، المكان البهي الذي يخطو متعجلاً نحو أن تكون علامة فارقة في المناطق الداخلية الجبلية، تزهو هذه المنطقة وتزدهر وتصنع المكان والمحيط بها في خانة الجمال والإبداع في المشاريع السياحية، منطقة تجمع بين جمال الوادي والجبل ويزيدها تطوراً، تلك الأفكار الجديدة على استغلال الطبيعة وتطويعها لتصبح أكثر جذباً للسياحة والتنزه، وباكتمال الطريق الجديد، الذي يمتد مستقيماً عابراً الجبال والوديان والسيوح وبمستوى عالي الجودة، تصبح المناطق الداخلية من المواقع الجبلية سهلة الوصول والتواصل، بل أصبحت مناطق أخرى أكثر جذباً للزيارة والتطور والنمو مثل مصفوت ومزيرع، إنها حياة تتغير سريعاً وتتبدل في كل شيء، هذا ما تصنعه العناية والاهتمام بالمناطق الداخلية والعناية بها والصعود بالحياة هناك إلى مستويات كبيرة، ولم تعد هذه الأماكن الجميلة نائية وبعيدة، وإنما أخذت سبق الأهمية والجمال حتى عن بعض المدن، ليس هذه المنطقة وحدها، ولكن طفرة متصاعدة واهتمام كبير يحصل الآن في المناطق الشرقية، ولعلّ تطور وظهور الأفكار السياحية الجميلة في منطقة خورفكان، والجبال هناك هي عنوان للبناء والاهتمام بالأماكن السياحية المختلفة وعلى الخصوص المناطق الداخلية. 
هذا العام يبدو مختلفاً من حيث تغير المناخ وهطول الأمطار على المناطق الداخلية، في ظل هذه الحرارة الشديدة، والمتعارف عليه أن الأمطار لا تأتي غزيرة إلا مع هبوب الروايح التي يعرفها سكان تلك المناطق الداخلية الجبلية، وحيث تهب في بعض الأوقات حاملة الرياح القوية والأمطار، تأتي سريعاً وتذهب سريعاً، وكأنها زائر جاء على عجل، ألقى السلام ورحل.
حتا اليوم تنمو وتخطو إلى الأمام، وقد تصبح في المستقبل مدينة صغيرة جميلة وسط الجبال والوديان، هذا النهوض الجميل يقدّم أنموذجاً لتطور المناطق الداخلية، وينعش السياحة في الإمارات، وقد تكتمل هذه الصور والمشاريع البديعة التي تظهر الآن في مناطق الإمارات الجبلية من حتا إلى المناطق الشرقية، شبكة الطرق الجميلة الممتدة إلى كل مكان هي صناعة جديدة لبذر مشاريع سياحية، ما كان لها أن تكون لولا العناية والاهتمام بالإمارات وتطورها.
في الطريق الجديد إلى حتا وجبالها تشعر بالسعادة والفرح بفكرة إنشاء بنية تحتية مهمة وعلى مستوى رفيع من الطرق الحديثة، والممتدة عبر الجبال على شكل خط مستقيم يوفر الأمان والسلامة وينعش الأماكن الداخلية من مناطق الإمارات.
كان له منزل صغير على رأس جبل يوقظ المساء بنار سراجه الصغير، يقف أمام الريح الخفيفة ويراقب النجوم، يعدها واحدة واحدة، يخطئ، ثم يعاود العد، يراقب القمر الكبير، يقرأ أغصان شجرة المنتهي، التي يتخيلها تحتل نصف القمر، تخيل يوماً أنه يمد بين أغصانها مرجيحة من سلاسل الفضة والذهب، تجلس محبوبته ويظل يمرجحها حتى يختفي القمر ويغيب في الأفق البعيد، عندها يعود إلى كوخه الجبلي/ منزله الجبلي، وينتظر الصباح ليصحو على تغاريد الطيور على الأغصان، ويحتري عودة قمر المساء المنير..
الجبال حجر من الألماس وفص خاتم في إصبع امرأة من اللؤلؤ والورد.