الإمارات في العالم، رمانة الميزان، وصوت العالم الذي يمنع ضجيج الهادرات، السفارات عن صم وبكم. هذه هي الإمارات خرجت من أتون الصحراء بصوت يتسلل إلى الوجدان جدول نماء، وموجة عطاء، وترنيمة شدو، ونغمة حدو، هي في واقع العالم، زهرة برية بشذا الفوح النبيل، والبوح الأصيل، لا تترك للغبار كي يتسرب في ضمير الناس، ولا تدع السعار كي يخربش على سبورة الكون، الإمارات عند قرص الشمس شعاعاً منيراً يضيء الواقع الإنساني، ويطارد العتمة، ويفتح نافذة للرئة الكونية كي تتنفس هواءها النقي، وكي تنام البشرية قريرة العين هانئة النفس، صافية العقل، نقية الروح.
الإمارات هي النسمة التي اكتسحت الشعارات، فمسحتها عن حنجرة العالم، وهي التي مارست الحب بعد أن تحررت من الأفكار المسبقة، وبعد أن تخلصت من تاريخ العالم الموبوء ببراثن الغي وطغيان العصاب القهري، وفساد القريحة. اليوم يقف العالم إجلالاً لهذا البلد، مقدراً حكمة قادته، وفطنة قيادته، وحنكة سياسته، ومسار خطواته المتئدة، ومسبار دروبه الوثبة نحو وجود يسرد قصة إنسان انبثق من تراب الصحراء، جواداً أصيلاً يطرق شعاب الأرض، ووهادها، ومهادها، بثقة الثابتين، وثبات الواثقين، لا تأخذه لومة لائم في قول كلمة الحق، وتحقيق العدل، تأكيد العدالة.عندما يشيد الآخر بسياسة الإمارات، إنما يضع يده على موضع الجرح الذي ألم بالعالم جراء تجاوزات العقل البشري، وانحرافاته، وانزياحاته، وانحيازه نحو اللامعقول، ودخوله الغرفة السوداء محاطة بمخالب الشيطان، مكبلة بأصفاد النفس المرتبكة، والروح الزائفة، والقلب الموبوء بحثالة المشاعر، ونخالة العواطف، وربقة المواقف العصيبة.
الإمارات تحظى اليوم باحترام العالم، لأنها احترمت الإنسان، وسارت على نهج حقق لها كل هذا النث الصافي من مشاعر ليس فيها رث، ولا غث، بل هي تتقاطر من نبوع أفكار وجدت في بلادنا ما يشفي الغليل، وما يدفع عن البشرية شرور الطحن، والعجن، ومآسي الصراعات التي شردت الأبرياء، وثكلت النساء، ورملت الرجال، ودمرت المقدرات، وحولت دولاً كانت حاضرة إلى مستنقعات تعشش فيها طحالب الموت، والأعشاب الشوكية.
الإمارات تلقى كل هذا الاحترام لأنها دولة احترمت العقل، ومكنت قدراته كي يحصد ثمار النضج بكل جدارة.