بيئة جاذبة توفرها الدولة لممارسة الأعمال على اختلافها وتنوعها، وذلك بفضل التشريعات والقوانين التي تنظم ذلك، والتي تعدّ من بين الأرقى بين نظيراتها على مستوى العالم، وسهولة وسلاسة الإجراءات التي تمكّن الراغب في تأسيس نشاطه بالدولة من مباشرة مشروعه في فترة زمنية قصيرة حال تلبية شروط النشاط وضوابطه، وغياب الضريبة على الدخل وانخفاض الضرائب والرسوم الأخرى.

وبالنظر إلى كل هذه المعطيات التي يضاف إليها عنصر آخر لا يقلّ أهمية، وهو البيئة الآمنة التي تتميز بها الدولة، فلا غرابة في أن تصنّف ضمن قائمة أفضل دول العالم في مزاولة الأعمال، وفقاً للتقرير ربع السنوي الذي تصدره مؤسسة «إدواردز جلوبال سيرفسز»، الذي احتلت فيه المركز الثالث مشاركةً مع 7 دول أخرى، محققةً نقاطاً مرتفعة في جميع التصنيفات الفرعية للمؤشر الذي يستند إلى بيانات مجموعة من المؤسسات الدولية المرموقة، مثل «ديلويت» ووحدة المعلومات الخاصة بمجلة «إيكونوميست»، والبنك الدولي، ومعهد فريزر الكندي، إلى جانب المنتدى الاقتصادي العالمي.

تَصَدُّرُ الإمارات المؤشرات العالمية في مجال جذب الاستثمار وتسهيل الأعمال ليس كلاماً نظرياً ولا يستند إلى الدراسات والاستطلاعات، بل هو حقائق تثبتها الأرقام التي أظهرت على سبيل المثال لا الحصر أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى الإمارات حققت خلال عام 2020 الذي كان العالم يعاني فيه تراجع النشاط الاقتصادي إلى حالة اقتربت من الكساد، نمواً بلغت نسبته 44.2 في المئة مقارنة بعام 2019، وبقيمة إجمالية بلغت 19.88 مليار دولار، وذلك برغم تداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على حجم الاستثمار والتجارة واقتصادات العالم، وهو ما رفع الرصيد التراكمي لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل إلى نحو 174 مليار دولار، بنموٍّ نسبته 12.9 في المئة خلال الفترة ذاتها.

تتسارع خطى الإمارات نحو الريادة العالمية في المجالات كافة فها هي تتفوق اليوم في سهولة مزاولة الأعمال على اقتصادات متقدمة، مثل سنغافورة وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والصين وهونغ كونغ وإيطاليا لتنافس اقتصادات عملاقة مثل المملكة المتحدة، والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا وإسبانيا.

ما يثلج الصدر ويدعو إلى الفخر، هو أن دولة الإمارات التي احتلت الصدارة عالمياً ضمن عنصر «سهولة مزاولة الأعمال التجارية» إجمالاً، هو أنها جاءت أيضًا واحدة من أفضل دول العالم في التعافي الاقتصادي من أزمة كورونا، الذي أولته المؤسسة في تصنيفها النصيب الأكبر من الاهتمام، وهو ما يؤكّد قدرة الإمارات على مواجهة أي تحديات واحتوائها وتجاوزها لتظل على الدوام مثالاً للنجاح، وقدوة في الإدارة الرشيدة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.