ونحن نستعد لإجازة عيد الأضحى المبارك، وفي موسم الإجازات إجمالاً نضم صوتنا لصوت شرطة أبوظبي وهيئة الدفاع المدني في مناشدتهما «أفراد المجتمع عموماً والأسر خصوصاً التعاون في حماية الأبناء من المخاطر صيفاً». ودعوتهما الجميع إلى ضرورة متابعة الأبناء خلال العطلة الصيفية وظروف الحالة الاستثنائية جراء جائحة كورونا (كوفيد- 19)، ومحذرين من حوادث الإهمال والغرق التي نسمع بها من حين لآخر، حيث ترحل عنا روح بريئة في لحظة غفلة باهظة الثمن، كالتي تحدث- كما قالت الشرطة- عند ترك السيارات مفتوحة داخل المنزل ليتسلل إليها الصغار بعيداً عن أعين الأسرة أو تركهم بمفردهم داخل المركبات أثناء التسوق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال شهور الصيف، مما قد يتسبب في وفاتهم أو تعرضهم للاختناق جراء الحرارة العالية ونقص الأوكسجين داخل المركبة.
 الأمر ذاته عندما تغفل عنهم الأسرة في المسابح أو الشواطئ وبالأخص في المناطق غير المخصصة للسباحة ولا يوجد بها مشرفون أو منقذون.
مسؤولية كبيرة على عاتق الأسرة والوالدين لمتابعة فلذات الأكباد، بالذات الصغار منهم ممن يدفعهم حب الاستكشاف والفضول نحو أماكن وتصرفات خطرة، وكل الحوادث التي تقع ونعرف بها وبتفاصيلها من خلال بيانات الشرطة التي تنشرها وسائل الإعلام المحلية سببها الرئيس، لحظة الغفلة تلك وعدم الانتباه لمتابعة الصغار.
قبل 48 ساعة من مناشدة شرطة أبوظبي والدفاع المدني، تابعنا ذلك الخبر الصادم من شرطة عجمان عن الطفل العربي الذي توفى اختناقاً داخل حافلة تابعة لأحد مراكز تنمية المواهب في الإمارة، بعد تركه نائماً من دون الانتباه له لمدة 4 ساعات، وبعد أن غفلت مشرفة الحافلة عن إنزاله منها إلى المركز بسبب عدم انتباهها له نائماً داخلها.
 وكانت النيابة العامة في عجمان أمرت بتوقيف مديرة المركز والمشرفة وسائق الحافلة على ذمة القضية، بتهمة التسبب في وفاة الطفل. كما أظهرت التحقيقات أن المركز يعمل بنشاط مخالف لما هو مسجل في الرخصة التجارية التي أتضح أنها منتهية منذ أكثر من عام. ولتظل الأسرة المكلومة تعاني مرارة الفقد جراء لحظة غفلة مكلفة. 
من هذه الواقعة دروس بضرورة التدقيق والتأكد من كفاءة مشرفي ومشرفات الحافلات المدرسية والمراكز الصيفية الخاصة، وما إذا كانت مرخصة لمزاولة الأنشطة التي تعلن عنها وتوافر الكوادر المؤهلة لديها والمتخصصة في التعامل مع الصغار، ونسأل الله السلامة للجميع.