خلال القرن التاسع عشر، كان الملوك والأمراء وبعض الأشخاص المحظوظين جداً الوحيدين القادرين على السفر إلى الخارج بغرض الترفيه والاستمتاع. أما أولئك الذين كانوا يسافرون خارج الحدود بأعداد كبيرة، فقد كانوا يفعلون ذلك من أجل القتال وخوض الحروب. غير أنه خلال النصف الأول من القرن العشرين، أتاح خلق العطلة مدفوعة الأجر في البلدان الغربية للطبقة العاملة إمكانية السفر أثناء الإجازة، ولكن غالباً داخل الحدود الوطنية. وبعد ذلك، أتاح تطور قطاع الطيران إمكانية الذهاب إلى وجهات أبعد بسرعة أكبر، كما سمح تطور طائرات الـ«شارتر»، أو الطائرات المؤجَّرة، بالقيام بذلك بأثمنة في متناول الكثيرين. 
ثم عرفت العولمة صعود العديد من البلدان لتصبح بذلك السياحة مسألة عالمية، ولا تقتصر على الطبقتين المتوسطة والعليا الغربيتين فحسب. وأصبحت التدفقات السياحية، التي كانت مقتصرة في الماضي على اتجاه واحدة فقط هو من الشمال إلى الجنوب، متعددة الاتجاهات. 
في عام 1950، كان هناك 25 مليون سائح دولي. ثم انتقل هذا العدد إلى 438 مليون سائح في 1990، ثم 670 مليوناً في 2000، ثم 1.5 مليار سائح في 2019. ثم شكّل وباء كوفيد 19، الذي أغلق الحدود وحكم على الطائرات بملازمة الأرض، توقفاً قاسياً وضربة قوية لهذا النشاط. والآن بدأنا نشهد استئنافاً محتشماً لهذا القطاع في 2021، ولا بد من بضع سنوات من أجل العودة إلى مستوى 2019. ولكن السياحة بأعداد ضخمة ظاهرة ستعود. 
هذه الظاهرة لها تداعيات جيوسياسية. ففي الماضي، كانت البلدان الشيوعية تحظر السياحة. فلم يكن المواطنون يستطيعون السفر إلى الخارج، ولم يكن لديهم الحق ولا الإمكانيات للقيام بذلك، ولم يكن الأجانب مرحباً بهم. فأن تستقبل السياح على أرضك يمثّل مؤشراً على الانفتاح. 
في 2019، شكّل قطاع السياحة 1500 مليار دولار من العائدات. وفي السنة نفسها، مثّل قطاع الأسفار والسياحة 334 مليون وظيفة، أي أكثر من وظيفة من بين كل 10 وظائف، 54% منها تشغلها نساء. وتُعد السياحة على الخصوص مصدراً كبيراً للوظائف في البلدان النامية والبلدان الجزرية، وتلعب بالتالي دوراً مهماً في تطور هذه الأراضي التي كانت في الماضي خارج العولمة. ولكن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 60 مليون وظيفة قد تكون اختفت في القطاع في 2020 بسبب جائحة كوفيدـ 19. 
ويُعد السياح الصينيون – 169 مليوناً في 2019، عدد من الصعب تخيله في زمن ماو تسي تونغ –الأكثر إنفاقا بإجمالي 250 مليار دولار في 2019. وتحتل أوروبا المكانة الأولى عالمياً للوجهات السياحية الدولية بـ700 مليون سائح أجنبي قبل آسيا المحيط الهادئ (380 مليوناً)، والأميركيتين (245 مليوناً)، وأفريقيا (47 مليوناً)، والشرق الأوسط (44 مليوناً). وتُعد فرنسا أولَ وجهة سياحية عالمية، حيث تجذب إليها السياح بفضل معالمها التاريخية، المعروفة في العالم بأسره، ومناظرها الطبيعية وشواطئها. كما يساهم فن الطبخ ونمط العيش الفرنسيان في جذب السياح أيضاً. 
ويُعد الأمن عاملاً أساسياً وبالغ الأهمية في السياحة. فالبلدان التي في حالة حرب أو تشهد اضطرابات داخلية لن تجذب السياح. ذلك أن السياح يمثّلون هدفاً مفضلاً للإرهابيين. وارتكاب هجمات ضدهم يهدف إلى جعلهم يفرون وحرمان الدولة من عائدات مهمة، وإلى التسبب في بطالة بهدف زعزعة استقرار البلد المعني. 
ويُعد القطاع السياحي في حالة نمو متواصل في الإمارات العربية المتحدة، ولاسيما في دبي. إذ استقبلت المدينة أكثر من 16 مليون سائح في 2019، وهو رقم قياسي. لتمثّل بذلك دبي الوجهةَ السياحية الثانية في الشرق الأوسط، خلف المملكة العربية السعودية (وهذا يفسَّر، بالطبع، بعدد الحجاج الذي يقصدون مكة المكرمة من أجل أداء شعائر الحج)، وهذا نجاح بالنسبة للبلد الذي يسعى إلى تنويع اقتصاده من أجل تقليص اعتماده على النفط. وعلاوة على السياح الذين يأتون من أجل عيش تجربة مزيج نادر بين الحداثة المتقدمة والتقاليد المحفوظة في هذا البلد، فإن الإمارات العربية المتحدة خلقت أيضاً مركزاً جوياً مهماً للغاية بين أوروبا وآسيا بفضل قوة شركاتها الجوية وجاذبيتها. 
كما أن الكثير من مواطني بلدن الخليج العربي، المنخرطون في العولمة، يسافرون إلى أوروبا (وخاصة فرنسا) والولايات المتحدة.