جهود كبيرة تبذلها الجهات المعنية في دولة الإمارات للمحافظة على ما تحقق من منجزات في مجال مكافحة فيروس كورونا المستجد والتصدي له واحتوائه، بحيث أصبحت الدولة رائدة بين دول العالم في هذا المجال واستطاعت بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة وإخلاص وتفاني الجنود المجهولين الذين يعملون على مدار الساعة، ويقفون على أكثر من ثغر في مواجهة هذا العدو الخفي، أن تحافظ على معدلات الإصابة ضمن معدلاتها الدنيا، وأن تكون من بين أفضل دول العالم وأكثرها أمناً من آثار المرض وتداعياته.

استمرار هذا النجاح يتطلّب، إضافة إلى تلك الجهود، دعماً من المجتمع بكل فئاته وأفراده، لكي تكتمل الحلقة، فالجميع في هذا المجال مسؤول من موقعه، لأن أي تهاون أو تفريط سينعكس بلا شك سلباً على المنظومة كلّها، وسيشكل نقطة ضعف وثغرة في جدار حمايتها يمكن أن تُؤتى من قِبَلها، الأمر الذي لا بدّ معه من إظهار الوعي الكامل في كل ممارساتنا وسلوكياتنا، وخصوصاً في المناسبات التي قد تشكّل، لا سمح الله، في حال أي استهتار، بيئة مناسبة لتمكين الفيروس من التفشي، وبالتالي حدوث ما لا تُحمد عقباه.

ونحن نتفيأ ظلال مناسبة كريمة، هي حلول عيد الأضحى المبارك، لا بدّ لنا من أن نتذكّر أن الفرح والاحتفال بالعيد لا يعنيان بأي حال من الأحوال الإخلال بواجبنا تجاه وطننا ومجتمعنا وأسرنا، أو كسر ما التزمنا به طوال ما يقارب العام ونصفه، لأننا ما زلنا نعيش، والعالم كلّه كذلك، ظرفاً خاصاً طارئاً لم تنقشع غمامته بعد، إذ لا تزال الجائحة تتربص بالأرواح وتهدد الصحة والسلامة، وتتحين الفرصة للانقضاض مجدداً.

الاحتفال بالعيد متاح وميسّر وبوسائل كثيرة تضمَن السلامة وتصون الصحة، إذ يمكن تبادل التهاني والتواصل عبر القنوات الإلكترونية، لأن الخروج والاختلاط والتجمّعات، وتبادل الهدايا التقليدية وتوزيع العيديات على الأطفال، ترفع بلا شك احتمالات انتقال العدوى، ومن ثمّ الإضرار بالنفْس والغير، وهو أمر لا يقبله الشرع الحنيف ولا يقرّه، لأن صون النفس واحد من أهم مقاصده.

الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، بما في ذلك الاستمرار في ارتداء الكمّامة والمحافظة على مسافة التباعد الجسدي وتجنّب التجمّعات الكبيرة، والإقبال على اللقاح، والحرص على إجراء الفحوصات بشكل دوري، تسهم كلّها في كسر سلسلة العدوى ومنع تفشي الفيروس وانتقاله، وتدعم الجهود الجبّارة التي تبذلها الدولة للمحافظة على سلامتنا جميعاً، والتمسّك بشعار «نلتزم لننتصر»، حتى الوصول إلى التعافي التام، والعودة إلى الحياة الطبيعية.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.