الفرح شعور مهم للغاية في هذه المرحلة من الوباء شعوز سبق المقابلة الكرية في نهائي بطولة أمم أوروبا بين منتخبي إيطاليا وإنجلترا -وهما أكثر دولتين عانتا من كوفيد-19في مباراة نهائية كانت مليئة بالآلام بالنسبة للأوروبيين. لكن الشعور بالفرح يشوبه أيضاً بعض الشعور بالذنب، المتجذر في عام ونصف من الألم المشترك، العام والخاص، الوطني والإقليمي.

هناك الكثير من الغضب والاستقطاب في كل من السياسة والمجتمع البريطاني. لقد أثر الحزن والتوتر على هذه الجزيرة. ليس فقط بسبب الدمار الذي خلفه كوفيد -19، ولكن أيضاً جراء معارك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تدمر الهوية والرؤى الوطنية المتنافسة. لا تزال المفاهيم الطبقية القديمة باقية، وكذلك الأسئلة المتعلقة بالعرق والتحيز العنصري.

لن تُكمل جولة الساحرة المستديرة في إنجلترا التقدم الاجتماعي، ولن تعالج الانقسامات بشكل دائم. لكن لحظة النشوة هذه، التي يقودها المنتخب الانجليزي لكرة القدم فريق يدعي جميع أفراده (باستثناء ثلاثة لاعبين) أن آباءهم أو أجدادهم مولودون في الخارج، قد وحدت الأمة في وقت كانت في أمس الحاجة إليها. إنه معلم نادر في علامات جيل الحياة، يجلب فخراً ساحقاً لعلم سانت جورج نادراً ما يُرى في الحياة العامة، لطالما كان يُستخدم كرمز من قبل اليمين المتطرف، وتبناه الجميع الآن -بما فيهم أنا، أحد أبناء المهاجرين.

في عام 1998، توقع المعلقون أن فوز المنتخب الفرنسي متعدد الثقافات بكأس العالم سيسرع التغيير الاجتماعي. لكنه لم يفعل. وقد لا يحدث ذلك في إنجلترا أيضاً.

ولكن على عكس القمة الفرنسية عام 1998، فإن لاعبي كرة القدم في إنجلترا -مثلهم مثل نظرائهم في فريق السيدات في الولايات المتحدة -يعترفون علناً ويكافحون من أجل القضايا الاجتماعية، من محاربة فقر الأطفال إلى إنهاء التمييز العنصري. هناك شعور عام متزايد بأن المسؤولين عن فرحة الإنجليز يبدو أيضاً أنهم قدوة عالية الجودة.

ويشمل ذلك مدير الفريق الإنجليزي، جاريث ساوثجيت، الذي كتب خطاباً قبل البطولة يدعم فيه فريقه الذي يتولى ركلة البداية دعماً لحركة «حياة السود تهم»، حتى عندما أطلق جزءاً من المشجعين الإنجليز صيحات الاستهجان على اللاعبين وهم يفعلون ذلك. وقد أقنع المتشككين المتشددين بأسلوبه الهادئ الرزين.
شافعي مصدق

صحفي بريطاني ومراسل «كريستيان ساينس مونيتور» في إنجلترا وإيرلندا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة«كريستيان ساينس مونيتور»