شهدت الإمارات انفتاحاً واسعاً على العالم أسهم في خلق شراكات استراتيجية مع دول كثيرة في مختلف قارات العالم، مما عزز مكانتها في المجتمع الدولي، محققة إنجازات غير مسبوقة في ملفات عديدة بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والأمر الذي لا يقبل الشك هو حجم فاعلية الإمارات دولياً، سواء بتقديمها نموذجاً حضارياً في التصدي لجائحة كورونا، أو بمبادراتها لتحقيق السلام في أكثر من مكان، أو في ملفات المناخ والبيئة، إلى جانب ما تقدمه من برامج ومشاريع تنموية تؤثر إيجاباً في الاقتصاد العالمي.
إن المكانة التي وصلت إليها الإمارات يقف وراءها أصحاب القرار ابتداءً من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وقد توقفتُ عند الكلمات التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بحق وزير خارجيتنا مؤخراً وذلك تقديراً لإسهاماته في الترويج الدولي لإكسبو دبي 2020، فجهود سمو وزير الخارجية لم تتوقف حتى قبل أن تفوز الإمارات باستضافة هذا الحدث، وصولاً إلى متابعته استقبال وفود رسمية وسياسية رفيعة المستوى تمثل أكثر من 192 دولة من الدول التي ستشارك في المعرض، ولهذا وسواه، تعتبر بصمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد في ملف الخارجية الإماراتية علامة بارزة انطلقت بالبلاد نحو آفاق رحبة، ووضعت الدولة في موقع متميز أسهم في اختيار الإمارات في شهر يونيو الماضي عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي خلال الدورة التي تنطلق في شهر يناير المقبل 2022 ولعامين متتاليين، وهي مناسبة يجدر بنا كإماراتيين الاحتفال بها كونها تعكس تقدير واحترام المجتمع الدولي لجهد الفريق الدبلوماسي الإماراتي، وتؤكد على الثقة الدولية التي تحظى بها مسيرة الدولة في كثير من القضايا والتحديات. 

ومن وجهة نظر شخصية، أعتبر أن ذلك الإنجاز يمثل في جوهره حصاد مسيرة دؤوبة وجادة من العمل الدبلوماسي والسياسي، وتتويجاً تستحقه الإمارات، خصوصاً وأنه يبرز كفاءة منظومتنا الدبلوماسية وفاعليتها ونشاطها على الساحة العالمية، وهي التي تستلهم مبادئها من نهج والدنا الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي عمل كثيراً وعلى مدار عقود من أجل ترسيخ القيم التي آمن بها ممثلة بالسلام والتسامح واحترام الآخر.
يحق للإمارات أن تزهو بإنجازات سياستها، ذلك أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي تمثل منذ إنشائها نافذتنا التي نطل من خلالها على العالم، وبوابتنا المشرعة للجميع، والجهة التي تعكس حقيقة فكر ورؤية قيادة الدولة، وهي التي تؤكد قولاً وفعلاً على قيم الإخاء الإنساني، وتدعو دوماً لرفع المعاناة عن الإنسان، وتشدد على ضرورة تعميق قيم السلام العالمي وحل النزاعات سلمياً وعبر الحوار. 
كل ذلك يجعلني على يقين بأن انتخاب الإمارات لعضوية مجلس الأمن إنما هو تأكيد على حضور دولتنا الدبلوماسي والمؤثر عالمياً، كما أنه تجسيد لريادة سياستنا الخارجية. وكمواطن إماراتي أشكر سمو الشيخ عبدالله بن زايد وفريق عمله الدبلوماسي المتميز لما قاموا به من جهود استثنائية خلال سنوات قليلة فقدموا نموذجاً تحتذي به مؤسساتنا الحكومية الأخرى. فالمؤسسات الإماراتية الرسمية مجتمعةً لديها هدف واحد يتمثل في دعم مكانة الإمارات عربياً وإقليمياً ودولياً وعلى المستويين الرسمي والشعبي.