علينا أن نتوخى الحذر، ولا ننصاع لما يريد لنا البعض أن نكون عليه من درجة عالية للحساسية والتوتر الشديد، ولا لما يسعى البعض إلى أن يقولبنا فيه، لأنه يبغضنا أو يبغض ما نحن عليه من نجاح أو أقلها ليبرر فشله هو في غمط حق الآخرين في التحليق، علينا أن ندرك أننا لسنا مثاليين، ولا ينبغي لأحد ذلك، لكننا نسعى للمثالية ما استطعنا، وهذا ليس بعيب أو نقيصة أو مثلبة، هو هذا مسلك العارفين، المؤمنين، والناجحين، والمبتلين في الحياة، وحدهم المبغضون أعداء النجاح، والجهلاء ممن لا يدركون أن الجمال في الحياة يصنع السعادة، ويصنع الفرح، أقول هذا بعد أن رأيت وأرى من ذلك الانسياق أو انزلاق البعض من أخوتنا المواطنين نحو طريق ضيق لزج يحاول الكثيرون جرهم نحوه دون وعي، فينبرون مدافعين وبشراسة، وأحياناً بتسرع وجهل في المعلومة عن قضية ما مثارة على وسائط التواصل الاجتماعي التي بلا مسؤولية أخلاقية، ولا حرّاس بوابة إعلامية، ولا ميثاق شرف إعلامي، وتخص هذه القضية أو المسألة الإمارات من قريب أو بعيد، فنلاحظ ذلك الاندفاع للدفاع غير المدروس من قبل مواطنينا، فيقعون في المحظور، وكأننا شعب قابل للكسر، مثال بسيط لأقرّب الفكرة للأذهان، الإمارات خطت خطوات سريعة وبتخطيط بعيد، وبتأهيل كوادر مواطنة وعربية نابغة، وبرصد أموال طائلة للوصول للمريخ، ونجحنا، هذا النجاح بالتأكيد لن يعجب النوّم والفاشلين والذين في قلوبهم مرض، والحاقدين بشكل شخصي على الإمارات ونجاحاتها، سواء من أفراد أو منظمات أو دول لها أجندتها الخاصة بالشر، فيقومون ببث ذبابهم الإلكتروني ومرتزقتهم من الإعلاميين غير الشرفاء الذين يفرحون بالظروف، وما تحمل الظروف من نقد أجنبي، فيرسلون تغريدة بأن الإمارات لم تصل للمريخ، وأن من وصل شركات يابانية وكورية وبمساعدة روسية، ويمكن لأي واحد منهم أن يضيف من عنده، مثلما سأضيف أنا: وبدعم مباشر وقوي من كوبا! فيتلقفها البعض من مواطني الدولة يريدون الدفاع عن الإمارات ومشاريعها، وهذا أمر محمود، غير أن الشيء غير المحمود أن لا تأخذنا الحماسة، وتنقصنا المعلومة والحجة، فنقوم بالدفاع، وهذه منطقة خطرة إن وضعك أعداؤك فيها، لأنك ستبقى مضطراً لأن تبقى في تلك المنطقة الدفاعية، ولن تقدر على الهجوم، اليوم.. الاستفزازات من كل جهة، وكل يوم، والبعض يعتقد أنه حارس مرمى المنتخب الوطني، لكن حتى حارس المنتخب الوطني يُختار من بين الكثيرين المؤهلين، وإلا اضطر الفريق بأكمله للدفاع عن أخطائه، بدلاً من أن يحمي هو ظهورهم المكشوفة، اليوم أيضاً.. يريد الكثير أن يشغلنا عن قضايانا الوطنية، ويريد أن يلهينا عن متابعة قضايانا القومية والإسلامية التي هي من صلب تفكيرنا منذ حتى قبل أن تولد بعض هذه المنظمات المندسة، وتجمعات العصابات السياسية - اقتصادية التي تكبر في الأزمات، وزمن التوترات، وقبل حتى أن يولد أولئك الإعلاميون المرتشون في خيام زمن الخرائب والرماد... الجميع يريد أن يصنع منا شعباً قابلاً للكسر!