الأمن والأمان.. الهدف الأسمى للمهاجر، وإن كانت دوافعه ماديّة، فلائحة الدول التي توفر حياة كريمة طويلة، لكنّ توفير الأمن للشعوب ليس في متناول أعظم دول العالم، إلى الآن. المعادلة وإن كانت تبدو بسيطة، فإنها في واقع الأمر صعبة المنال، فالمنغّصات الحياتية عاثت فسادًا في أيام ذلك المهاجر. وطرْقُ أبواب المجهول ليس بالقرار الهيّن، وإن اتُّخذ فإن إيجاد أرض تحميه من مصيدة الغربة شبيه برقصة على إيقاع موسيقى «التانغو» مع القدر.

رحلة البحث عن بلد تتوافر فيه هذه المواصفات أشبه برحلة البحث عن الكنز، فالمراد هو بلدٌ تتوافر فيه منظومة أمنية تضع حقوق الإنسان وسعادته وكرامته فوق كل اعتبار، بلدٌ بُني بأيادٍ مثابرة ومُحبِّة لأرضها، تطبق القانون على الجميع من دون تمييز، بلدٌ أنجز أهدافًا سامية تجعل الفرد مطمئنًّا على مستقبله وحياة أسرته.. مواصفات لها عنوان واحد: دولة الإمارات العربية المتحدة.

ففي تقرير جديد لمجلة «غلوبال فايننس»، حلّت دولة الإمارات في المركز الثاني في مؤشر «أكثر بلدان العالم أماناً في 2021»، استنادًا إلى مقومات عدّة، من أهمها: الكوارث الطبيعية، والجرائم، والإرهاب، والحروب، إضافة إلى مقوّم جديد أضافته المجلة أخيراً من واقع الأحداث الراهنة التي يعيشها العالم، وهو المتغيّر الخاص بالأمان من الإصابة بعدوى جائحة «كوفيد- 19»، ومدى استجابة الدولة للفيروس والحدّ من انتشاره.

عوامل استندت جميعها، بحسب ما ذكر التقرير، إلى البنية التحتية للرعاية الصحيّة في البلاد، والكفاءات الحكومية، والقيادة السياسية، والثقافة في مواجهة أزمات كبرى غير متوقعة، مع الأخذ في الحسبان القدرة على تأمين التطعيمات المخصّصة للأفراد.

فكرة المؤشر تعتمد على منح كل دولة عدداً من النقاط تعادل مستوى الخطورة وانعدام الأمن بها. وكلّما ارتفع رصيد الدولة من النقاط، كانت أقلّ أمانًا، والعكس صحيح. فحققت دولة الإمارات ثاني أدنى أرصدة الخطورة عالميًّا، ولم يَقلّ عن الإمارات في مؤشر الخطورة سوى آيسلندا، لتكون بذلك هي الدولة الأكثر أمانًا في العالم. رؤية القيادة الرشيدة اليوم، بتعزيز منظومة الأمن والأمان، جعلت الدولة وجهةً وبوابةً ومحطةً لالتقاء مئات الجنسيات على أراضيها، باختلاف ألوانهم وأديانهم ولغاتهم.

وبفضل القانون والشفافية، فإن الماكثين على أرض زايد يعيشون تحت حماية قانون يوفّر لهم بتشريعاته حياةً آمنة وكريمة، وطمأنينة لا يتخلّلها قلق أو خوف. وبهذا الرضا والشعور بالأمان، تنتهي رحلة البحث الشاقّة، ويحطّ المهاجر رحاله بين أهل دولةٍ آمنة وعظيمة، لا يشعر فيها بالغربة، ولا بالخوف على وجوده.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.