صرح مسؤولون طاجيك أن أكثر من ألف جندي أفغاني دخلوا طاجيكستان المجاورة في وقت مبكر من يوم الاثنين الماضي، الموافق 5 يوليو الجاري، فراراً من اشتباكات مع متمردين من «طالبان» شنوا هجوماً شديداً، بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو). وحسب وكالة الأنباء الطاجيكية الرسمية «خوفار»، مستندة إلى بيان من إدارة الحدود الطاجيكية، فإن 1037 جندياً أفغانياً عبروا الحدود من ولاية بدخشان الأفغانية «للنجاة بأرواحهم». وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، أصدر الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمن، أمراً بحشد 20 ألفاً من قوات الاحتياط على الحدود، وفقاً لبيان نشره موقع الرئاسة الطاجيكية. وأعلنت السلطات الطاجيكية مراراً أنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية الأفغانية. 
وتدفق الجنود هو ثالث موجة من فرار الجنود الأفغان إلى طاجيكستان في الأيام القليلة الماضية والخامس من نوعه في أسبوعين، والعدد الإجمالي من الجنود الفارين بلغ نحو 1600، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية. ولم ترد وزارة الدفاع الأفغانية على الفور على طلب التعليق. لكن في بيان على تويتر، صرح فؤاد أمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية أن «مناطق شاسعة» من بدخشان تم تطهيرها من مقاتلي «طالبان». لكن أحمد جواد، العضو في مجلس بدخشان الإقليمي، صرح لـ«واشنطن بوست» قائلاً: إن «الوضع ليس جيداً لسوء الحظ». وأضاف أن كل مقاطعات «بدخشان» الـ 28 وقعت تحت سيطرة «طالبان» ويطوق مقاتلو «طالبان» عاصمة الولاية فايز أباد، محذراً من أن الناس «قلقون من احتمال دخول طالبان المدينة في أي وقت»، وأن هناك تعزيزات أفغانية وصلت إلى فايز أباد. واستعادت طالبان السيطرة سريعاً على أراض في شمال أفغانستان، بما في ذلك مناطق على امتداد الحدود البالغ طولها 500 ميل مع طاجيكستان. وهناك آلاف الأفراد ينضوون تحت لواء جماعات مسلحة، من بينهم مواطنون طاجيك في أفغانستان، كما انضم مواطنون مسلحون إلى القوات الأفغانية للتصدي للمتمردين. وحذر محللو استخبارات أميركيون من احتمال سقوط الحكومة الأفغانية سريعاً بعد انسحاب القوات الأميركية بالكامل من أفغانستان. وحدد الرئيس جو بايدن يوم 11 سبتمبر كموعد نهائي لسحب القوات، كما أن مئات الجنود الأميركيين غادروا البلاد بالفعل، وسلم الجيش الأميركي الأسبوع الماضي السيطرة للقوات الأفغانية على قاعدة بجرام الجوية وهي أهم قاعدة أميركية في أفغانستان. وأكد مسؤولون أفغان أنهم مستعدون لاستعادة السيطرة والتصدي لطالبان. 

لكن كثيرين من الأفغان يتطلعون إلى مغادرة البلاد في غمرة مخاوف من العودة إلى حكم «طالبان» الرجعي. وقلصت الجماعة المتشددة حقوق المرأة ومنعت الفتيات من التعلم والعمل ولعب الرياضة ضمن طائفة أخرى من قمع الحريات. وذكر أندريكا راتوات، مدير مكتب آسيا والهادي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن 200 ألف أفغاني نزحوا داخل البلاد حتى الآن من العام الجاري. وتخشى وكالات الإغاثة تدفقاً من اللاجئين الأفغان إلى دول مجاورة مثل إيران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركيا التي استضافت على مدار عقود ملايين اللاجئين الأفغان. وهذه الدول تحذر من عدم قدرتها على تحمل المزيد من اللاجئين. 
وطاجيكستان هي أفقر دولة في وسط آسيا وتشارك أفغانستان عدداً من الروابط اللغوية والعرقية. لكن البلد الذي يدور في فلك روسيا يفرض قيوداً على دخول اللاجئين الأفغان مثل حظر إقامتهم في العاصمة، «دوشنبه»، ويمنع عملهم في قطاعات معينة. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن طاجيكستان تفكر في إقامة مخيمات للاجئين الأفغان الفارين من التصاعد المتوقع للعنف. وذكر راتوات، المسؤول الإقليمي من الأمم المتحدة، أن نحو ألف أفغاني، ممن يستطيعون تحمل كلفة تذكرة طيران، انتقلوا جواً كل شهر إلى دوشنبه للحصول على حق اللجوء. وذكر موقع أوراسيا نت الإخباري على الإنترنت أن أوزباكستان أعدت في الأيام القليلة الماضية منطقة خيام لإيواء التدفق المتوقع من اللاجئين الأفغان. 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»