العالم يتجه اليوم إلى الإمارات، والأنظار معلقة صوب بلد نقى ثوبه من الدنس، وصارت ملاءته أشف من جناح الطير، وأجندته تحفظ للود يراعاً، مملوءة بالعذوبة ثرية بالمعاني الطيبة، غنية بالقيم الناصعة. في هذا البلد ترتفع قامة قيادة هيضت الألم وفاضت بعطر التشافي من كل ما ينكس أعلام الصحة، وكل ما يخنس، ويعنس كل ما يدحض، ويكتظ بغبار التعب، وسعار السغب. تكريم المؤسسة البابوية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو تكريم للحب الإنساني، وهو تبجيل لتلك المشاعر الجياشة التي تسكن قلب رجل آمن بأن الحب جناح به ترتفع الإنسانية عن كل غوغاء، وكل دهماء، وكل عشواء، وكل شعواء، وكل بلواء، وكل شعثاء، وكل ما يعكر، وكل ما يكدر، وكل ما يجعل الأنهار أحواضاً جافة تعيث فيها الطحالب، والأعشاب السامة. المؤسسة البابوية تمد يداً وتصافح كفاً راحته بيضاء ناصعة من غير سوء، وتعانق قلباً ملؤه الدفء ونبضه هفهفات الأجنحة عند خافقات السوامق، البواسق، الشاهقات، الراسخات في أتون الأرض، الباذخات وعياً بحب الحياة، وعشق الآخر، هو النعيم المجلجل في حنايا الحياة، في أعطاف إنسانية تتخلق من جديد على أرض خصب مشاعرها رجل الأحلام الزاهية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وعلى أثره تتعقب خطوات الابن البار، مآثر الطيب، وعلى منوالها تسير ركابه، وتمضي، مكللة بمشاعر أرق من أوراق التوت، وأحلى من ماء النبوع في أحشاء الأرض الطيبة. لذلك جاء التكريم، وجاء التبجيل، وجاء الاعتراف بجميل عم الكون كله وبدون استثناء، أو إقصاء، حيث طالت اليد الكريمة أكثر من مائة وخمس وثلاثين دولة في العالم، جميعها حظيت بالعون، والغوث، وكلها نالت من الجميل ما جعل أزهارها تفوح بعطر الثناء، والإطراء على جدول مد البقاء والأصقاع، بخير عطائه، وفيض سخائه، وعند كل ملمة، تجد الإمارات ضمادة جرح، وحقنة شفاء، تجد الإمارات في العالم فراشة توزع الجمال، مشمولاً بالسلام، وطمأنينة النفس، وملء العين سكينة.
هذه هي الإمارات، وهذا هو محمد بن زايد، وهذا هو العالم، والطريق نحو الحب الكبير يحتاج إلى شخصية بمثل شخصية سموه، حتى تصبح الحياة بستاناً تؤمه الفراشات والزهور، ويصبح الإنسان فيه، القمر في قبة السماء.