إسبانيا في مواجهة إيطاليا، وإنجلترا ضد الدنمارك، ومن الصعب التكهن بفريقي المباراة النهائية، بعد الذي جرى، وأبرزه رحيل مجموعة الموت التي ضمت فرنسا وألمانيا والبرتغال والمجر، ترى من يتأهل إلى نهائي يورو؟
أضع إيطاليا في المقدمة على حساب إسبانيا، وصحيح أن الفريق الإيطالي لم يهزم خلال 32 مباراة متتالية، فريقاً ضمن الـ 15 مصنفاً في العالم، قبل أن يهزم بلجيكا المصنف الأول، لكن الفريق الإيطالي يلعب كرة جماعية صلبة وجادة، ودفاعه قوي، وهجومه سريع، متعدد المهارات، وستكون إصابة ليوناردو سبينازولا مؤثرة سلبياً على الأداء التكتيكى لـ«الأزوري»، وإيطاليا أفضل من إسبانيا التي لا تملك نجوماً ولا لاعباً من ريال مدريد، وكرتها مملة، تمرر ألف تمريرة ثم لا شيء.
فرصة إنجلترا أكبر من الدنمارك على ملعب ويمبلي، وسط هوس إنجليزي يفوق الوصف، هو خليط من الأمل والشغف والخوف والقلق والثقة في فريقهم، خاصة بعد الأداء الجيد أمام أوكرانيا، ولكن في المقابل يبدو فريق الدنمارك مثل مجموعة أطفال يلعبون في الحديقة بسعادة وحماس و«شقاوة»، فالدنماركيون فريق يملك الحيوية والنشاط وسلاحه أمام إنجلترا هو: «لن نخسر شيئاً»!
والآن أصبح منتخب إنجلترا المرشح الأول عند الصحافة الإنجليزية، بعد العرض القوى الذي قدمه الفريق أمام أوكرانيا، وخرج بشباك نظيفة للمباراة الخامسة على التوالي، وتلك قوة دفاعية، ليس خط الدفاع وحده، ولكنها قوة في المنظومة الدفاعية للفريق بكل خطوطه، وكل لاعبيه، وكان ساوثجيت ذكياً، حين ضم سانشو في خط الوسط المهاجم، وكان رحيم سترلينج رائعاً، بما في ذلك التمريرة الحاسمة للهدف الأول لهاري كين.
كانت الصحافة الإنجليزية وجهت انتقادات عنيفة للفريق في بداية البطولة، إلا أن الاستمرار حتى قبل النهائي رفع سقف التوقعات، فهل ينجح الإنجليز في إسقاط البطل السابق الدنمارك، وهل يواصلون الطريق للقب على حساب إيطاليا أو إسبانيا؟
في الجارديان يقول الصحفي بارنى روناي عن منتخب إنجلترا: «مهما حدث فهو فريق جيد ومختلف، فهناك نوع من التغيير، التكتيكي والتركيبي، الذي بدا بعيداً، إنجلترا ليست ديناصورات كروية ذكية، ولكنها في هذه البطولة ذات تركيز مزدوج مذهل، أرجع تسع سنوات إلى كييف 2012، ويومها خرجت إنجلترا من «اليورو»، وكأنها فريق ظهر في مباراة شطرنج مسلحاً بحفنة من الصخور».
** أرشح إيطاليا للقب، ويشدني أطفال الدنمارك، وهم يلعبون في الحديقة، وإسبانيا أصبحت «تعجن» بالكرة، وأحب الكرة الإنجليزية وتاريخ الإنجليز، ولعلهم يتسلحون بأشياء غير الصخور في لعبة الشطرنج على رقعة ويمبلي!