منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتعليم يحظى باهتمام لا حدود له، بهدف بناء إنسان هذا الوطن وتأهيله ليكون الرافعة الأساسية التي تقود مسيرته نحو بلوغ أهدافه، وهو نهج أسس له ووضع لبناته المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي حرص على تكوين الإنسان المتعلم ورعايته، إيماناً منه بدور التعليم وتأثيره في نهضة المجتمع وريادته، إذ لا تزال كلماته الخالدة عالقة في وجدان كل أبنائه الطموحين، حين قال رحمه الله: «إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون، وإن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره».
هذه المقولة الخالدة تجسّد من دون شك ما وصلنا إليه اليوم من مراحل متقدمة في تطور مسيرة التعليم ونهضته، التي غدت نموذجاً يحتذى به من حيث جودة مخرجاتها ومواكبتها لرؤية القيادة الرشيدة نحو مجتمع المعرفة، ولطموحات الشباب الإماراتي في امتلاك ناصية العلوم، على تنوعها وتعدد فروعها، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا غرس الوالد المؤسس، وجهود خَلَفه لمواصلة المسيرة المباركة.
دَعْمُ التعليم في دولة الإمارات لم يقتصر على إنشاء المؤسسات التعليمية وتزويدها بنخب العقول النيّرة من الأساتذة والمعلمين والمتخصصين في شتى حقول المعرفة، أو بتطوير مخرجات التعليم، بل امتدت الرعاية لتلامس روح الإنسان المتعلم من خلال تكريمه وتقدير تميّزه ومثابرته، حتى تبقى جذوة العلم مشتعلة ومتوهجة في نفسه يسابق بها الخطى لتحقيق رسالته السامية، ويسهم بشكل فاعل في القيام بدوره تجاه وطنه وشعبه.
من هذا المنطلق، تحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، على تكريم الخريجات المتفوقات من مؤسسات التعليم العالي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا كل عام، لما لهذا التكريم من أثر بالغ في تحفيز الطالبات وتشجيع للدفعات القادمة، التي لا تزال منخرطة في العملية التعليمية، على الإبداع والإصرار على تحقيق التفوق. 
حِرْصُ سموها تجسّد من خلال الاحتفاء بتخريج الدفعة الـ 40 من جامعة الإمارات، والدفعة الـ 19 من جامعة زايد، والدفعة الـ 30 من كليات التقنية العليا، وتكريمها المتفوقات الحاصلات على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، والبالغ عددهن 499 طالبة، وفي رسالة التهنئة التي بعثت بها لكل خريجة، لتؤكد لهن أنّ جهودهن ومثابرتهن هما موضع التقدير، وأنّ الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في الارتقاء بمسيرة التعليم ستتواصل وتتعاظم بفضل دعم القيادة الرشيدة، وبإخلاص أبنائها الأوفياء. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية