محكمة للمطالبات البسيطة طريق إلى بيئة اجتماعية نظيفة، وموئل لاخضرار القلوب وشفائها من وعكات الغبن، وتشقق أحلام النهار، وضياع طيور النور في ظلام الأسى. 
لقد استطاعت دولة الإمارات أن تتجاوز ضنك الجائحة بمهارة القوانين، وبراعة القيم التكنولوجية التي اتخذتها الدولة وسيلة للوصول إلى علاقات إنسانية، تنهل من السكينة إبداعاً، ومن الطمأنينة يراعاً، وأصبح مجتمعنا في ظروف الجائحة ينعم بعقول سيرت الحياة على ظهر قارب يجتاح الموجة بصرامة، وحزم، وجزم، ولم تتوقف الذهنية الإماراتية عن الصعود على سلم التطور، والرفاه الاجتماعي لأن وراء هذه الذهنية قيادة تمسك بزمام الأمور، بكل رهافة وشفافية، وحيوية، وتسير بالقافلة نحو نجاحات مذهلة، أدهشت القاصي والداني، واستطاعت في غضون فترة وجيزة أن تنجز مشاريع فياضة بالجمال، ومن أهمها تسخير البنية التحتية، لتصبح سيلاً من معطيات تسعد، وتفتح نوافذ التطلعات إلى آفاق واسعة، شاسعة، ولم تتوقف المسيرة الحية، بل في كل يوم، وعند كل شروق شمس تبتسم الخيوط الذهبية وهي محملة بحزمة من مشاريع تبهج الخاطر، وتثلج الصدر ومن هذه المشاريع، ما يهم كل إنسان يعيش على هذه الأرض، ومن دون تمييز، فعندما يشعر الإنسان أن ما يعترضه من مشاكل يصبح سهلاً، يسيراً، وأنه لا عوائق تدور في فلكه فإنه ينام قرير العين هانئاً، ويعانق الحياة بشغف الحب، واستتباب الأمور، وتلاشي التفكير بما يفاجئ، أو يباغت، لأن في المحيط هناك عيوناً ترعى، وقلوباً تحفظ الود، وعقولاً تمحص الشأن، والشجن، ولا داعي لأن يرهق الفرد نفسه بأمور هي في حفظ وصون.
اليوم الإمارات تقف بين الدول قامة رفيعة، وعلامة من علامات التنوير الحقيقي، وشامة على خد الواقع، الإمارات اليوم سمة من سمات الوعي في العقل البشري، فلا تجد ما يرهق ولا تجد ما يفرق، فكل الجداول تسير بسلاسة ويسر، وكل الأنهار تصب عذوبتها في حقل الإنسان، لكي يرقى، وينهض، ويستمر في العيش من دون منغصات، ولا مكدرات وعندما حلت الجائحة ضيفاً ثقيل الظل استطاعت الإمارات أن تتخلص من وهنه، بطرق مبتكرة سواء في التعليم، أو الصحة، أو علاج المشاكل الطارئة والبسيطة عن طريق تكنولوجيا حديثة ذللت كل الصعاب، وانتصرت على كل العقبات، وأصبحت محاكمنا منازل غيث، وصارت الكبوات البسيطة لها أدوات حل تفك خيوطها بعيداً عن العقد، وتشابكات التقاضي، هنا في الإمارات الحل بيد من ييسرون، ولا يعسرون.