ليس هناك شك في أهمية دور الاتحادات في المجتمع المدني، إذ تعد انعكاساً حضارياً لمستوى الفكر المتحضر الذي وصلت إليه المجتمعات والدول المعاصرة. وقد تلعب هذه الاتحادات أدواراً مؤثرةً في إبراز صورة المجتمع وتصوره لذاته ولمختلف قضاياه، لذلك فهي شاشة عرض للفكر الذي يدفعها نحو التأسيس والانطلاق والعمل.

وفي الآونة الأخيرة، تم انتخاب أعضاء جدد في مجلس إدارة اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، وكذلك في جمعية الصحفيين، حيث برزت أسماء جديدة محلَّ أسماء سابقة، مما يمثل فرصةً للتجديد وتطوير العمل المؤسسي لاتحادات مهنية مثل هذه. وقد يحدث أن تعلن بعض الأسماء المخضرمة في الساحة المهنية استغرابها من أسماء جديدة تم انتخابها لتصعد إلى الواجهة وتضخ دماءً جديدة في العمل المؤسسي.

والعمل المؤسسي يتطلب حيوية مستمرة تواكب التطورات وتتواءم مع المستجدات بما يحقق الفائدة للمجتمع. والحقيقة أن التجديد في هذه الاتحادات أمر مهم منذ وقت، من أجل تعزيز دورها المناط بها من خلال اختيار أعضائها. أتمنى من الأعضاء الجدد أن يحققوا نجاحاً يليق باسم المكان، وأن يكون دورهم إبراز وصناعة كوادر قادرة على قيادة اتحادهم كي يستمر دوره. الأمر ليس مرتبطاً بمنجز أدبي أو صحفي، بقدر ما هو متعلق بالعمل المؤسسي الهادف لاستمرارية الاتحادات في ترسيخ معايير تُعنى بالعمل الفكري وبنشاطه وسعة أفقه.

ليس مهماً مَن هو رئيس الاتحاد هذه المرة أو المرة القادمة، وإنما الأهم: ماذا سيصنع؟ وكيف سيحقق رؤية اتحاده؟ الأسماء ليست كل شيء في فكرة الاتحادات، لكنها تعطي انعكاساً للعمل وللتاريخ الذي كتبه أصحابها بأيديهم، ومن ذلك أن يفسحوا لأسماء أخرى فرصةَ خوض التجربة بكل تفاصيلها.

وهؤلاء يوجدون اليوم على محك حقيقي لمدى قدرتهم على التواصل والإيمان بالدور الذي لا بد أن يقوموا به. لعبة الديمقراطية لا تجامل ولا تعرف أسماء، بقدر ما تقوم على احترام حرية الاختيار، ومن خلالها تظهر القيم الحقيقية للتجديد والتطوير. كل التمنيات للأعضاء الجدد بالتوفيق ولهم الدعم بلا حدود.

 كاتبة إماراتية